هذا الذبح لا يحل لأنه ذبح لغير الله فهو ما ذبح إلا من أجل طيبة نفس فلان ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لعن الله من ذبح لغير الله " ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " [الكوثر : 2] .
ويقول : " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " [الأنعام : 162 - 163 ] .
فالواجب في المسألة أن يصلح بين المختصمين ، ويطلب العفو فإن عفا وإلا فالصلح ، وإن أبى من الصلح فحكم الله ، وإذا أبى أن يحكم شرع الله فلا يجوز أن يذبح عنده حتى لو ما بقي منهم واحد ، ولو وحصلت غرامة كبيرة فلا يجوز أن يذبح ، وقد حصلت خصومات على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمر المعتدي أن يطيب نفس المعتدى عليه بذبح ، فقد اختلف الأوس والخزرج في مسجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن خطبهم في قضية الإفك فتقاولا حتى نزل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وسكت القوم وترك الخطبة فلم يقل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يطهر المسجد بذبح أو يذبح عند من أخطئ عليه ، على أن بعض الصحابة قال للآخر : إنك منافق تجادل عن المنافقين ، فما قال له النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يلزم أن تذبح عنه كبشاً أو ثوراً إلى غير ذلك .
قصة أخرى : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذهب إلى جماعة من الأنصار وكان في المجلس عبدالله بن أبي المنافق ، فقال له : يا هذا لو جلست في مجلسك فمن أتاك حدثته ومن لا فلا ، قالوا : بل يلى يا رسول الله فأتنا واغشنا في مجالسنا فتضارب القوم بالجريد حتى أنزل الله سبحانه وتعالى : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ" [ الحجرات : 9 ] ، ولم يقل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يلزم تطهروا هذا المكان .
قصة أخرى : جاء في ( الصحيح ) أن رجلاً ضرب امرأته حتى خضر جلدها ، وفي رواية : حتى كسر عظمها ، وذهبت تشكو إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يلزم أن تذهب وتذبح عند أهلها وتطيب أنفسهم .
تلكم بدعة من بدع اليمنيين التي لا يشاركهم فيها أحد ، وليست بضرورة لو لم يبق واحد ، والذي لا يحكم الكتاب والسنة ليس بنقيصة على الإسلام والمسلمين .
-------------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 688 )