إذا كان الوالدان رشيدان يتقيّدان بالكتاب والسنّة ، فالذي ننصح به أن تطيع والدك في هذا ، فقد روى التّرمذيّ وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أنّ عمر أمره أن يطلّق امرأته ، فأبى عبد الله ، فشكاه عمر إلى النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - فقال :" أطع أباك" ، أمّا إذا كان الأبوان لا يحبّان امرأة ملتزمة بالدّين ، أو متعلّمة ، أو تريد أن تتفرّغ للعلم ، فلا طاعة لهما لأنّ النبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يقول : " إنّما الطاعة في المعروف " ، لا طاعة لهما في هذا الأمر في نفسه ، أمّا في غيره ممّا هو موافق للشرع فيطاعا فإنّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : { وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} ، فأنت تطيعه في غير معصية الله ، أمّا إذا كان هناك معصية فلا يلزمك أن تطيعه في المعصية نفسها.