ماذا يجب على الذي يريد الخروج للجهاد في سبيل الله ؟

الزيارات:
2918 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماذا يجب على الذي يريد الخروج للجهاد في سبيل الله ؟
نص الإجابة:
يجب عليه أن يخلص النية ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " متفق عليه .
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل لأجل المغنم أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " ، وبعض الصحابة عند أن اختلت نيتهم كانوا سبباً للهزيمة في يوم حنين يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته " .

وهكذا أيضاً يجب عليه أن يبتعد عن المعاصي ، فربما تكون المعصية سبباً للهزيمة النفسية ، وسبباً للجبن وللخور ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " .

وهكذا أيضاً يجب عليه أن يتخلص من الدين إذا كان عليه دين ، ففي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سئل عن الرجل يجاهد أيغفر له كل شيئ ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " نعم ، إلا الدين فإن جبرائيل قال لي ذلك " .

ثم أيضاً يجب عليه أن يتعلم أحكام الجهاد ، وأحكام الجهاد ممكن أن يتعلمها في شهر أو في خمسة عشر يوماً ، وينبغي له أن يتعلم ، بل يجب عليه أن يتعلم العقيدة الإسلامية ، وأن يتعلم من يجوز له أن يوجه بندقيته إليه ، فإن كثيراً من الناس ربما يوجهون بنادقهم إلى المسلمين ، مسلم يقتل مسلماً ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " ومن يقتل مؤمناً متعداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً " .
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :" لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً " .
فالواجب على المسلم أن يبتعد عن سفك دماء المسلمين .

ثم أيضاً يستأذن والديه ، يجب أن يستأذن والديه فإن رجلاً استأذن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في الخروج فقال : " أحي والداك ؟ " قال : نعم ، قال : " ففيهما فجاهد " ، وفي حديث آخر : " أأذنت لك أمك ؟ " ، قال : لا ، وقال أيضاً : " ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما " ، فيجب أن يستأذن والديه ، فإذا لم يأذن له ينبغي أن لا يخرج إلا أن يكون الجهاد فرض عين فيخرج ، وجهاد فرض العين يعتبر مقدماً ، ومتى يكون فرض عين ؟ إذا أحيط بالمسلمين في بلدهم فحينئذ يجب على أهل البلد ، ويتعبر فرض عين على كل من يقدر أن يواجه العدو ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم في غزوة تبوك : " انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله " ، أما إذا لم يكن فرض عين فلا يجب عليه إلا أن يأذن له أبواه ، فإن قلت : قد يكونان جاهلين ، أو يكونان غير ملتزمين بالدين ، فالجواب : أن الأدلة مطلقة يعني لا يجوز الخروج إلا بأذن الأبوين المسلمين إلا فيما هو فرض عين .

هل الجهاد الأفغاني فرض عين ؟
الجهاد الأفغاني فرض كفاية على غير إخواننا الأفغانيين ، وفرض عين عليهم ، أما غير الأفغانيين فهو يعتبر فرض كفاية لأمور منها :
أن جميع بلاد المسلمين تعتبر ملغمة بالشيوعيين والبعثيين والناصريين والحداثيين ، فما من بلد إلا وفيها نصيبها من هؤلاء الملاحدة هذا أمر .
الأمر الآخر : أن هؤلاء الذين ذكروا يردون أن يخلو لهم الجو ، وما يدري بهم المسلمون إلا وقد احتلوا مكة .
أمر ثالث : أن الأخوة الأفغانيين ليس في قدرتهم ولا في طاقتهم أن يستقبلوا من قدم إليهم ، يستقبلونه بما يحتاج إليه .
فالقائل بأنه فرض عين يعتبر مخطئاً كما سمعتم ، هو فرض عين على الأخوة الأفغانيين ، ولسنا نزهد في مساعدة إخواننا الأفغانيين ، ولسنا نزهد في الجهاد في سبيل الله ، ولكننا نريد أن نبين حكم الله ، ومن استطاع أن يساعد الإخوة الأفغانيين بمال أو يساعدهم بما يستطيع بل يجب عليه أن يساعدهم في حدود ما يستطيع ، قد يقول قائل : هل تصل هذه الأموال إليهم ؟ أقول : إن كانت لديك مساعدة طيبة فأنصحك أن تذهب بها ، وألا تسلمها إلا إلى من تثق به ، وتتأكد أنه يوصلها إليهم ، فمن لا يوثق به يجوز أن يوصل المساعدات وألا يوصلها ، كما هو الشأن في الدعوات ، وربما يعطى شخص من أجل أن يوصله للدعوة ، ثم لا يوصل ، هذا فمن استطاع أن يذهب بنفسه أو أن يرى رجلاً صالحاً ويعطيه حق السفر فهو الأحوط لدينه ، وينبغي أن يتحرى أهل السنة في ذلك ، فأهل السنة أقدم من هذا .
قد يقول القائل : أطلب العلم أقدم أم الجهاد في سبيل الله ؟
يختلف الأشخاص وتختلف الحالات ، فمن ظن أن الله ينفع به الإسلام والمسلمين ، وفيه من يقوم مقامه هنالك ننصحه بطلب العلم ، وإذا احتيج إليه فواجب عليه أن يؤجل طلب العلم ، وأن يبدأ بمواجهة العدو ، فإن العدو لو استولى لما ترك المسلمين يطلبون علماً ، إن الله عز وجل أول ما أنزل على نبيه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم " ، ثم بعدها أنزل عليه :" يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر " ، وبعدها بزمن طويل أنزل عليه الجهاد :" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " .
فأنت تبدأ بما تحتاج إليه كيف تستطيع أن تواجه العدو ؟ ، وكيف تعرف أحكام الحرب الإسلامي ؟ حتى لا يكون حرباً أمريكياً أو روسياً إلى غير ذلك ، فابتداء العقيدة وابتداء معرفة من يجوز أن توجه بندقيتك إليه هذا أمر مهم ، وهذا هو المعنى بقوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " .

فمن كان يريد أن يجاهد عليه أن يتعلم أحكام الجهاد ، والعقيدة قبل هذا ، ومن كان يريد أن يتجر عليه أن يتعلم أحكام التجارة ، ومن كان يريد الحج عليه أن يتعلم كيف حج رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهكذا بقية العبادات والمعاملات ، أما أن يذهب الذاهب إلى هنالك وهو لا يدري الحرز الذي يربط في العضد أو في العنق أو في الحقو أهذا جائز أم ليس جائز ؟ وهو لا يدري أيجوز أن يدعي ابن علون أو رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؟ هذا لا يفلح يا إخوان ، الواجب أن يبدأ بالعقيدة ،ويمكن أن يتعلمها في خمسة عشر يوماً ، أو يتعلمها في شهر ، ثم يتعلم أحكام الجهاد ، الأمر ميسر ، ممكن أن يتعلم في خمسة عشر أو في سبعة أيام ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " بعثت بالحنيفية السمحة " والله المستعان .

------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 492 إلى 495 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف