قوله : نحن جُهَّال دليل على أنه ليس بجاهل في هذا الحكم .
نعم إذا كان جاهلاً ولم يُدعى ككثيرٍ من أهلينا رحمهم الله تعالى ربما يذبحون في رجب لئلا تصاب غنمهم أو أولادهم لكنهم لم يأتهم أحد ينذرهم ، إذا رأوا مجذوب ابن علوان الذي يطعن في عينيه عندكم نذر لابن علوان ؟ ، أو آخر من الهاشميين يأتي يشخذ ، وأما إذا خطبوا في المساجد وليس هناك مكرفونات ولا شيئ ، فإذا خطبوا في المساجد : أهل بيتي كسفينة نوح انتبهوا لنا نحن أهل البيت ؟!! .
نعم نعم انتبهوا لهم يا إخواننا أهل البيت ! ، إذا جاءت العزومة فأكثروا لهم اللحمة ! ، والمدكة الطيب ، والقات الطيب ، وهكذا هذه سفينة نوح !!! ، أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوا ، هذا الذي كانوا يعلمونا !!! .
أقبح من هذا البخور في بعض المساجد لأجل الملائكة ، والذبح عند بعض الأحجار في الفيافي والقفار ، وإذا رأينا حجراً مفلوقاً أيش هذا ؟ ، قالوا فلقه سيف علي بن أبي طالب ، أر رأينا أثراً نقب في الصفا ؛ قالوا هذا أثر علي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب قاتل الجن في البئر ، مساكين مساكين آباءنا وأجدادنا ما ذاقوا الدين ، وحلاوة الدين ، ولا ذاقوا العلم ، أرجو أن يكونوا معذورين لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا " ، ويقول سبحانه وتعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ " ، ويقول سبحانه وتعالى حاكياً عن الحواريين : " هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنـَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ " فهم يشكون في قدرة الله ، وهكذا الرجل الذي أمر أولاده يذروه إذا مات وبعد هذا يقول : فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين وليس معناه ضيق كما يقول بعض الشُراح بل هو يشك في قدرة الله عز وجل .
فالمهم أن الجاهل إن شاء الله يكون معذوراً ، لا المعرض الذي تذهب إليه وتتكلم وكأنك تخاطب جدراً ، أو يعرض عنك فهذا ليس بمعذور ، وكذا الذي يسمع الاذاعات ، ويسمع العلماء ويقول : هؤلاء وهابية اتركوهم ، وأنت يا مسكين ، أنتم الذين تعيروننا بأننا وهابية منكم من يقطع مواريث النساء ، حتى القبائل أنفسهم وساداتهم ، ومنكم من لا يصلي ، ومنكم من يدعو غير الله ، ومنكم من يشهد بالزور لصاحبه ، فأي الفريقين أحق بالأمن ؟ ، ونحن لسنا نزكي أنفسنا فالله يعلم أننا لسنا راضيين عن أنفسنا والله المستعان .