نعم هي جماعة موجودة ، وإن كان الأخ محمد سرور ينفي هذا ، فهي موجودة بأرض الحرمين ونجد وباليمن ، وكانت في بدء أمرها على الاستقامة ، وكما تقدم أن قلنا : إن الشخص يتستر ولا يظهر الحزبية إلا بعد أن تقوى عضلاته ، ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه ، وأنا أعجب كل العجب ، فبعضهم يقسم بالله ما هو حزبي فلا أدري أهو لا يعرف معنى الحزبية ، لأنها أي الحزبية تتضمن الولاء والبراء والحزبية ضيقة ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ، التقوى ههنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه )) ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " إنما المؤمنون إخوة " [ الحجرات : 10 ] ، ويقول : " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومُ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم " [ الحجرات : 11 ] ويقول : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " [ الحجرات : 13 ] .
فالسرورية موجودة في اليمن ، فعند أن وصل كتاب فريد مالكي في الكلام على السرورية أصبحوا يركضون إلى شخص كان يريد أن يصوره ويبيعه ويقولون له : اتق الله ، ولا تفرق كلمة المسلمين ، فهذا دليل على أن هناك ترابطاً ، وإن كنت لا أقر قوله : إن السرورية أضر على الإسلام من اليهود والنصارى وإن كان تأولها ، فهذا الكلام ليس بمقبول ، كما يقول الشيعة : الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية . فلا والله سبحانه وتعالى يقول : " وإذا قلتم فاعدلوا " [ الأنعام : 152 ] ويقول : " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " [ المائدة : 8 ] ويقول : " إن الله يأمركم بالعدل والإحسان " [ النحل : 90 ] . من أجل هذا لما كانت كتب السنة ملازمة للعدالة ، وهكذا أشرطتهم يبقى خصومهم حيارى ، فإن قاموا يردون فسيفتضح للناس ، مثل شريط عبد المجيد الريمي ، فما يسرني أنه لم يقله ، فعند أن وصل إلى طلبة العلم بالقصيم قالوا : والله لقد كنا نحسن به الظن ونظنه سنياً ، وإن سكتوا سكتوا على ضيم ؛ لأن كلام أهل السنة ملازم للعدالة ، والناس يعقلون ويسمعون ويبصرون ويعرفون الراد والمردود عليه .
ومما نشر في هذا الكتاب أيضاً وهو < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > شريط بعنوان ( الإشفاق على الطالب العاق ) .
فالحمد الله فأهل السنة لو سئل أحدهم عن الديمقراطية ، وهو يعرف معناها أن الشعب يحكم نفسه بنفسه ما قال مثل ما قال عبد المجيد الزنداني : أنا أوافق عليها وعلماء اليمن ، بل هناك في < قمع المعاند > شريط بعنوان ( الديمقراطية كفر ) ، وستتضح الحقيقة ، ويقبل الناس ، وكل يريد الحق إلى السنة ، لأنها أمر واضح ، أما الذي هو مدير معهد ، وعنده وظيفة في مكتب التوجيه والإرشاد ، ووظيفة إضافية ، ووظيفة حق تنقلات ، فلا أظن أنه يترك نحو اثني عشر ألفاً ، ويأتي عندنا ههنا .
فاصبروا يا أهل السنة ، ونحن عندنا تقصير وفتور ، وإلا فلو قمنا بالواجب والحركة والدعوة لرأيت الشباب الذين يريدون الخير ، ويريدون الكتاب والسنة ويقبلون على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وأنصح كل أخ أن يبتعد عن السرورية ، وكنا قد أثنينا على مجلتهم ( البيان ) ومجلتهم ( السنة ) فإذا نحن نشم فيما بعد من ( السنة ) الحزبية ، فينبغي أن يبتعد عنهم ، وفي ذات مرة قلت لشيخ من مشائخي : أريد أن أخرج إلى باكستان مع جماعة التبليغ ، وأنا كنت في الحرم ، فقال لي : ما تستطيع تدعو وتعلم من غير جماعة التبليغ ؟ فالحمد الله جزاه الله خيراً .
صحيح أن الأخ محمد سرور في معرفة الواقع أمثاله قيل ، وقد جاءنا إلى هنا لكن ليس متمكناً من العلم حتى أنه يرأس جماعة ويقول : هذا حلال وهذا حرام وهذا جائز ، وقد رأيته في قضية الخليج يميل إلى الرأي وإلى الاستخفاف بالعلماء وأنهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع ، وقد أرسلنا لهم برسائل فلا أدري أوصلت أم لم تصل ؟ والله المستعان .