هل هناك فرق بين البعثية والشيوعية أم لا وهل البعثية في العراق فقط أم لا ؟

الزيارات:
4979 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
هل هناك فرق بين البعثية والشيوعية أم لا وهل البعثية في العراق فقط أم لا ؟
نص الإجابة:
سؤال حسن ، الشيوعية إخواني في الله مأخوذة من الشيوع ، وهم لم يستطيعوا أن يطبقوا هذا المعنى في روسيا ، ولا السوفيت ، ما معنى الشيوع ؟ معناه يا إخواننا في الله أن للرجل أن يشاركك في امرأتك ، ومعناه أن له يشاركك في مالك ، وأن كل شيئ مشاع بين الناس ، حتى إن شخصاً في الكويت - ذكر هذا الأخ / أحمد القطان - أن شخصاً في الكويت نزل على أخ مصري ومكث عنده زمناً وهما شيوعيان ، فصار الذي كان بالكويت يخبر أصحابه عند أن رجع وقال : ما رأيت أحداً مثله ، حتى إنه شاركني في امرأته ، بعد ذلك قالوا له : يا استاذ وأنت ألا تشاركنا في امرأتك ؟ فقال : أنا لا زالت البرجوازية تتحكم في ، وسيأتي اليوم الذي أشارككم فيه بامرأتي .

هكذا يا إخواننا ، فالشيوعية معناها الشيوع العام أنك لا تملك شيئاً ،

أما البعثية فمكر ميشيل عفلق وقال : إننا رأينا العرب متقطعين ، ورأينا العرب تحتل أراضيهم ، ورأينا العرب أتباع كل ناعق ، فنحن نريد أن نجمع العرب ، وأن نوحد بينهم ، ولكل دينه ، وضحك على كثير من الناس ، واستجيب له في هذا ، دعا إلى هذا في بلدة سوريا فلما أحست سوريا منه بالشر أرادت القبض عليه فهرب إلى العراق .

فتجد الآن في العراق : الزنا مباح ، وقتل الدعاة إلى الله ، وذهاب الشاب إلى المسجد في الفجر يعتبر تهمة ، العجائز والشيبات الذين هم في آخر عمرهم يلزمونهم بحضور درس محو الأمية ؟ هو تلقين البعثية ، ومبادئها التي سمعتم قاتلهم قبل يقول :
آمنت بالبعث رباً لا شريك له ************** وبالعروبة ديناً ما له ثاني
ويذكر أيضاً :
فحي على كفر يوحد بيننا ************** وأهلا وسهلاً بعده بجهنم
وأيضاً :
لا تسل عن ملتي عن مذهبي *************** أنا بعثي اشتراكي عربي

ثم بعد ذلك المسلمون في العراق مضطهدون غاية الاضطهاد ، الأكراد الآن في نزاع مع العراق ، والواقع إخواني في الله أن البعثية وليدة الشيوعية ، لكن إذا رأوا المسلمين قد نفروا عن مسمى أتوا باسم جديد ، أتوا بعده بالبعثية ، من أول الشيوعية والماسونية ، فنفر المسلمون عن الشيوعية وعن الماسونية ، أتوا لهم بالبعثية ، نفر المسلمون عن البعثية أتوا لهم بالحداثة ، وكلما نفر المسلمين ... ولكن متى يعقل المسلمون ويقولون : حسبنا كتاب الله ، سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى وآله وسلم - ؟ متى يعقلون إخواني في الله ؟ إذا قام أهل العلم بالدعوة إلى الله وبإرشاد إخوانهم ، إرشاد البدو .

السائح النصراني يذهب إلى رءوس الجبال ليضل بدونا وليضل قرانا ، وأهل العلم وظيفة في الصباح ، ووظيفة إضافية بعد العصر ، وأحكام أو غير ذلك أو يكون مدرسا يحضر ، وهكذا يا إخوان شغل أهل العلم أصبحوا مزنوقين برقابهم لا يستطيعون أن يقوموا بالدعوة إلى الله ، فإياكم إياكم يا شباب الإسلام ، إذا أرتم أن تخدموا الإسلام إياكم إياكم أن تستهويكم الأعمال الحكومية ، اعملوا لله عز وجل ، الأعمال الحكومية هذه تشغلك ولا تستطيع أن تعمل للإسلام كما ينبغي ، عسى أن نكون قد فهمنا الفرق بين الشيوعية وبين البعثية ، وإن كانت البعثة هي وليدة الشيوعية .

والبعثية توجد في العراق ، وفي سوريا ، ومنتشرة في كثير من الأقطار الإسلامية ، وأعرف أن في بلدنا بعثيين ، ولكنهم بعثي دراهم ومادة ، مثل ما أخبركم بشخص زاره بعض طلبة العلم وهو في آخر عمره فيقول : لم تتكلمون في البعثية ؟ أنا بعثي ، وفلان بعثي وعدد من كبار مشائخ القبائل - أنا لا أحب أن أذكر لكم - قال له إخواننا : لا يا عم فلان ، البعثية عندهم اشتراكية وفي بلدهم الزنا والخمر والمنكرات والفواحش ، فإذا عمي فلان يفتح فمه ويقول : لا .. أما هكذا فلست معهم ، وهكذا يا إخواننا بارك الله فيكم ، أنا لا أعرف شخصاً ، ويعلم الله أنني لو كنت أعرفه لتكلمت به ، لا أعرف شخصاً بعثياً عن عقيدة ، ولكن بعضهم يقول - وأنا أخبركم بالصحيح كما بلغني يقول : نخشى أن يستقوي حزب البعث فأحسن تكون لنا مكانة فيه ، وبعضهم ذهب من اليمن وهو عامي لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يرجع المسكين إلا بنجمتين أو ثلاث وأصبح مفتوناً بهذه النجمات ، وكل ساعة وهو يلتفت إلى النجمات كأنه يقول : من أين تأتي لي هذه النجمات ، وهكذا يا إخواننا ، لكن إن شاء الله سيتركون البعثية اليوم أو غد أو بعد غد ، وبعض مشائخ القبائل مساكين ألفوا ألفة ما هي طيبة ما هي ؟ أنه في وقت الملكية والجمهورية أصبحوا آلة طمع إلى النهاية ، حتى أن بعضهم ما كان يود أن تنقضي هذه من أجل أن يأكل من هاهنا ومن هاهنا ، فلعله يمهد لثورة وانقلاب آخر ، لكن إخواني في الله تأكدوا تأكدوا أنها لو انفجرت في اليمن لصار اليمن مثل لبنان ، لا يستطيع العالم أن يرقع ولا تستطيع الحكومة أن ترفع ، يصير المسئول عميلاً خائناً ، ويصير العالم أيضاً خائناً عميلاً ، فالواجب علينا جميعاً أن نسعى في إصلاح وطننا ، ونسعى في إصلاح ما بحكومتنا من الانحراف ، بها انحراف .

لكن الواجب على أهل العلم ، وعلى المشائخ أن يسعوا في إصلاح ذلكم الانحراف ، ولا يسعى أحد في الثوارات والانقلابات ، ليس سبيلها الثورات والانقلابات ، الشخص الذي هو مستعد أن يبيعك بألف ريال ما هو مستعد أن يقدم وجهه أو رأسه للإسلام والله المستعان .

------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 292 إلى 295 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف