لماذا أخترتم منهج الجرح والتعديل طريقاً ؟

الزيارات:
9164 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
لماذا اخترتم منهج الجرح والتعديل طريقًا؟، مع أنه في نظر كثير من الدعاة والمصلحين يعدونه سببًا في تفكك الأمة وسبيلًا إلى بغض من ينحو هذا المنحى؟، محتجين بأن زمن الجرح والتعديل قد انتهى مع زمن الرواية؟
نص الإجابة:
إذا تركنا الجرح والتعديل صارت كلمة الشيخ الإمام القدوة الشيخ ابن باز وكلمة علي الطنطاوي سواء، وهما لا سواء.

فنحن محتاجون إلى أن يبين حال حسن الترابي، ويوسف القرضاوي، وعبد المجيد الزنداني ، وهكذا أيضًا رؤوس الإخوان المسلمين لا بد أن تبين أحوالهم، وعلماء الحكومات أيضًا، لا بد أن تبين أحوالهم الذين يجادلون عن الحكومات بالباطل ورب العزة يقول في كتابه الكريم: " وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (النساء/ 107).
والرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-يقول : "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ " رواه أبو داوود صحيح عن ثوبان .
فإذا كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول ذلك ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ... " (التوبة/ 34).
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: " بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ "، ويقول كما في البخاري: " مَا أَظُنُّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا " ، ويقول : " يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ يا مُعَاذ "، ويقول لأبي ذر : " إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ "، ويقول لنسائه: " إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ " .

وإني أحمد الله فقد ذكرنا جملة طيبة في ( المخرج من الفتنة ) وفي أيضًا ( الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ) ، وأن هذا من حيث الأدلة، وقد أجمع من يعتد به.
وإنني أحمد الله فقد طحن الجرح والتعديل عبد الرحيم الطحان ، طحنه يا إخوان ، وقرَّض لسان يوسف بن عبد الله القرضاوي .
كان شخص مصري يخبرونا أنه في موعظة وقد حضر جمع كثير من المسئولين ، وبعد ذلك ذلكم الشخص يفسر " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ "(العصر1-2)، ويقول : وزير الداخلية في خسارة إلا إذا كان من المؤمنين ، وبعدها قال : ما شعرت إلَّا والوزراء والمسئولون إلَّا وهم كل واحد يتغطى بالآخر من أجل لا يراه ويقول : إنه في خسارة إلَّا إذا كان مؤمنًا!.

وإنني أحمد الله ، المبتدعة ترجف أفئدتهم من شريط ربما أيضًا يصلهم في بريطانيا أو في أمريكاَ أو في غيرها والله المستعان .

السائل: والذي يقول: إنه انتهى مع زمن الرواية؟.
الجواب: الذي يقول إنه انتهى يا إخوان هم يعلمون أنهم مجروحون ، من أجل هذا ما يريدون أن يتكلم أحد في الجرح والتعديل ، ألتقيت في أناس منهم عند مكتب التوجيه والإرشاد بعد خروج (المخرج من الفتنة) ويقولون : غيبة،المخرج من الفتنة غيبة، هو مدخل إلى الفتنة .
قلت لهم وقالوا لنا سنصطلح، سنصطلح قولوا لهم يسكتون وسنصطلح ما يقلقون ولا شيء، قالوا: (إيش قد لطمتنا وبعدها نصطلح!!) إذ لطمتنا وهو صحيح ما قلت نصطلح؟!، إلَّا أنهم قد لطموا ونخليها تبرد اللطمة أيامًا ثم نأتي لهم بلطمة أخرى ، الحرب خدعة.
فهم يخافون من الجرح والتعديل لأنهم يعرفون أنهم مجروحون.

وكذلك أيضًا التآليف يخافون منها، شيخ من مشايخ القبائل ممن يتعاطف مع الإخوان المسلمين قال لي : أحرقتهم يا أبا عبد الرحمن ، قلت : نصطلح وما مضى مضى، قال: لا بأس نصطلح وما مضى مضى، ولا تكتب ، قال: نحن سمحنا لك تتكلم، تكلم في شريط لا بأس لكن الكتابة هذه تقلقهم ، فلمَّا رأيتهم يقلقون عزمت على جمع الأشرطة في كتب وإخراجها والله المستعان .

------------
من شريط : ( سيرة الإمام الوادعي رحمه الله بصوته )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف