نصيحتي لهم أن يتبرؤوا منه ، وأن يبتعدوا عنه ، وهذه المواثيق تعتبر باطلة ، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
والأتباع الذين يتبعون غيرهم على باطل ستكون بينهم وبين أتباعهم خصومة يوم القيامة ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
فأنصح الأتباع من إخواننا همدان من رجال يام أن يسلموهم للحكومة السعودية ، أهل السنة عندهم عدالة لسنا نقول : يقتلونهم ، وإن كانوا كفاراً مرتدين ، لأن هذا ليس إلينا هذا إلى السلطان ، فأنصحهم أن يسلموهم إلى الحكومة السعودية ، والحكومة السعودية يجب عليها أن تجمع العلماء أصحاب الفضيلة كالشيخ ابن باز ومن جري مجراه ، وينفذون فيهم حكم الله ، إما أن يرجعوا إلى دين الإسلام ، أو يسلموا من جديد فإنهم كفار أصليون ، وإما أن يقام عليهم حكم الله بالإعدام لأنهم يعتبرون كفاراً .
أما أتباع على الباطل ونحن مع المكرمي كما سمعناه من بعض المغفلين يقولون : قول الإمام الهادي أقدم من الشهر البادي ، لا لا ، هذا إخواني في الله يعتبر ضلالاً عظيماً ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مبيناً لحال كفار قريش ، ولحال المنافقين الذين إذا دعوا إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أعرضوا وقالوا : نحن على ما عليه الآباء والأجداد يقول الله سبحانه وتعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ " ، وقال سبحانه وتعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚأَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ " .
فالذي يقول : أنا على ما عليه الشيخ فلان ، أو ما عليه أبي وجدي ، أو ما عليه العالم الفلاني ، وهو يسمع قول الله ، ويسمع قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يعتبر ضالاً بعيداً من دين الإسلام .
والتقليد كما يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى يقول في كتابه ( مسائل الجاهلية ) : إن التقليد أصل من أصول الكفر ، ثم استدل رحمه الله تعالى بقوله تعالى حاكياً عن كفار قريش : " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ " ، والآيات التي في هذا .
وذكر الشوكاني حولها كلاماً طيباً في تفسيره : " أمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ " .
فنحن نقول لإخواننا همدان : أولو جئناكم بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ثم إنه ينبغي لهم أن يستحيوا - أتباع المكارمة - ينبغي لهم أن يستحيوا على أنفسهم فنحن نتحداهم ونقول لهم : متى نبغ في أتباع المكارمة عالم من العلماء ؟ جهل على جهل على جهل من زمن قديم ، إن رأيت صلاتهم فهم ينقرون صلاتهم كنقر الغراب ، إن رأيت معاملتهم فهي معاملة جهال ، ولقد كنا في ذات مرة بنجران وصلينا معهم صلاة العيد ، وكانت صفوفهم عوجاء فصار المصلي بهم يقول لهم : استووا ، فما رضوا ، فخرج واحد منهم يقول : استووا لعن أبيكم ، استووا لعن أبيكم ، وبعدها أنا ضحكت وخرجت من الصلاة .
فيا إخوان ما عندهم إلا الجهل يعني وهو يلعن أباهم في وقت تسويتهم للصلاة ، فيا إخواننا ما عندهم إلا الجهل والحمد لله .
إخواني في الله قد بلغني أن كثيراً من طلبة المدارس ، وأن كثيراً ممن تغربوا إلى نجد أو إلى مكة أو إلى مصر أو إلى أي بلد من بلاد المسلمين يرجعون وقد تغيرت أفكارهم ، من أجل هذا فالمكارمة يجتلبون لهم أناساً من حراز ومن عراس من اليمنيين ويعطونهم الأموال من أجل أن يتكثروا بهم ، فقد أوشكوا على الإنقراض والحمد لله ، لأنه مذهب مبني على الخداع على التلبيس ، حسبهم أنك لا تجد في كتبهم قال الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأنك تجد في كتبهم ما يخالف الكتاب والسنة : " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " قالوا : عائشة ، أعائشة بقرة ؟! يا سبحان الله ! وأنت إذا قرأت الآيات وجدتها في موسى وقومه : فما هو الذي جاء بعائشة إلى موسى وقومه ، الجبت والطاغوت قالوا : أبو بكر وعمر ! .
فالقصد إخواني في الله ليس لديهم إلا اختلاس لأموال المغفلين المساكين ، يؤدي أتباعه الزكاة للدولة السعودية وهي دولة مسلمة يؤدون الزكاة لها ، ثم بعد ذلك يؤدون الزكاة الأخرى لسيدهم علي ، كان اسمه علي الآن لا أدري ما اسمه الجديد هذا عند أن كنا بنجران ، يؤدون زكاة أخرى .
عقد المرأة عقد النساء يعقد لهم الولي ، ثم يذهبون ويجددون العقد عند سيدهم ، وسيدهم ماذا عنده ؟ عنده التنبلة والخداع ليس عنده قول الله ، ولا قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
الجمعة أهملوها بل تركوها لأنهم فيما يزعمون ليس لهم إمام ، وإمامهم في الواقع الشيطان ، لأنه هو الذي ما تركهم يرجعون إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " .
النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا " وأولئكم المخذولون في ليالي الحسنات الإمام يجلس بجانب المحراب ويقرأ وهم يصلون حتى ينتهوا من صلاتهم ، ثم بعدها يأتي واحد آخر ويقرأ للإمام ، وهم ينقرونها نقراً لا خشوع فيها ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " .
أنتم فهمتم ، الإمام جالس يقرأ لهم ، وهم يقومون يصلون ، ثم بعد أن ينتهوا يجلس واحد منهم يقرأ للإمام ، والإمام يقوم يصلي ، فأمة بعيدة .
وأنا أتحدى المكارمة أن يأتوا من أتباعهم بمن يحفظ القرآن ، لأنهم لا يهتمون بالقرآن ، فالمكارمة لا يؤمنون بالقرآن ، ولا بالله ، ولا نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ماذا يؤمنون كما يقول البغدادي في كتابه ( الفرق بين الفرق ) يقول : الواقع أنهم دهرية ، أي ينتسبون إلى الدهر .
والحمد لله الذي أذلهم ، وفضحهم على أيدي أهل السنة .
--------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص إلى 357 ) .