عندنا إذا تكلمت مع بعض طلاب العلم وبينت لهم أخطاء أهل البدع ومنهم جماعة التبليغ والإخوان ويقولون لا تزد الأمة جرحا ًوالوقت وقت مواجهة العدو الخارجي فما تعليقكم على هذا ؟
أقول ان هذا الجواب مستوحى من الاخوان المفلسين ، هم الذين يقولون هذا وإلا فموسى يقول لصاحبه : " انك لغوي مبين " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - يقول لمعاذ : " أفتان أنت يامعاذ " ، ويقول لأبي ذر : " إنك امرؤ فيك جاهلية " ، ويقول رب العزة في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " شاهدنا : من هذا قوله : " فاسق " ، فلا بد من البيان : " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ، هذه سبيلي ، لا بد من البيان ، وقد أجمع المسلمون على الجرح والتعديل .
بقي من كان يهمه أمر المسلمين فعليه أن يدعو هؤلاء الشاردين عن تحكيم الكتاب والسنة يدعوهم إلى تحكيم الكتاب والسنة فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ومااختلفتم فيه من شي فحكمه إلى الله " ، ويقول أيضاً : " فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " ، عليهم أن يدعوا هؤلاء الشاردين ، أما أن يقال لا تتكلم في علي الطنطاوي ، ولا تتكلم في محمود الصواف ، ولا تتكلم في الصابوني ، ولا تتكلم أيضا في الإخوان المفلسين ، ولا تتكلم في جماعة التبليغ ، ولا تتكلم في الفسقة ، ولا تتكلم .. ، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ " ، " إن الله يامر بالعدل والاحسان " ، " وإذا قلتم فاعدلوا " ، " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " ،.
أين أحاديث الأمر بالمعروف ياأيها الضائع المائع الذي تقول لا تزيدوا الأمة جرحاً وفرقة ، أين أحاديث الأمر بالمعروف ، وآيات الأمر بالمعروف ، أين أحاديث النصيحة أين أحاديث الحث على كلمة الحق ، كل واسكت وتعامى وأبقى أصم ، أصم أبكم!! من أجل أن تمشي على مذهب الضائعين المائعين .
فالحمدلله لسنا نطيعكم في هذا ، بل سنقول للفاسق يافاسق ، ونقول للمبتدع يامبتدع ، محمد بن وضاح الأندلسي هذا على مذهب الضائعين المائعين يجرح الأمة لأنه ألف كتاباً في البدع والنهي عنها !! الشاطبي على مذهب الضائعين المائعين يعتبر جارحاً للأمة لأنه ألف كتاباً في البدع والنهي عنها وهو ( الاعتصام )!! ، والإمام الشافعي أيضا يعتبر مفرقا لأنه قال : لو تصوف أحدُ في الضحى لماجاء الظهر إلا وهو أبله !! ، الشعبي أيضا يعتبر مفرقا لأنه قال : لو كان الشيعة من الدواب لكانوا حمراً ، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخماً .
أجمع المسلمون على الجرح والتعديل فلن نعبئ بكم ولا بهرائكم ، فأربعوا على أنفسكم والله المستعان .