لا أعلم مانعا من هذا ، وقوله تعالى : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " المراد به الملائكة كما قال سبحانه وتعالى في آية الشعراء : " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ " ، وقال الإمام مالك في موطئه إن قوله تعالى : " لا يمسه إلا المطهرون " تفسرها آية عبس : " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ " أي ما تنزلت به الشياطين ، وإنما تنزلت به الملائكة ، " بأيدي سفرة " جمع سفير وهم الملائكة ، وكذلك " كراما بررة " ، فلا بأس .
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أنه كان لا يرى بقراءة القرآن للجنب بأساً ، فلا بأس إن شاء الله في هذا ، بقي علينا حديث " لا يمس القرآن إلا طاهر " ولعله بمجموع طرقه صالح للحجية ، لكن يحمل على ما قال الشوكاني في نيل الأوطار : لا يمس القرآن إلا مسلم أي والمسلم كما جاء في حديث أبي هريرة "إن المسلم لا ينجس" فلا يمسه إلا مسلم بدليل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو .