هل المظاهرات تعتبر من المصالح المرسلة

الزيارات:
4301 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 ذو الحجة 1433هـ
نص السؤال:
هل المظاهرات تعتبر من المصالح المرسلة ، حيث أنني سمعتها من أحد طلبة عبد المجيد الزنداني ، يدرس في كلية الإيمان في السنة السادسة ، وقال : بأن هذا هو الواقع الذي نعيشه ، أرجو من فضيلتكم التفصيل في ذلك لأهمية هذا الموضوع أقصد المظاهرات السلمية كما يزعمون ؟
نص الإجابة:
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يجب ربنا ويرضاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فالمظاهرات من المفاسد المؤكدة لأمور منها :
* أنها تقليد لأعداء الإسلام ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : « لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه » ، فأعداء الإسلام هم الذين أشاعوا هذه المظاهرات وقلدهم الإنهزاميون من المسلمون ، والجاهلون الذين لا يعرفون الحلول الإسلامية .
* ومن هذه الأمور - أو المفاسد - أن العدو يطمئن ويذهب خوفه منك ورعبه ، لأن الذي عندك هو أن تخرج في الشارع وتمشي فيه ولك كلام تهتف به ، ولقد أحسن من قال :
فليحيا أو فليمت لا يستقيم بها شعب ولا يسقط الجبار والعاتي
فخصمك يطمئن أن الذي عندك هو أن تخرج إلى الشارع ، وتذهب وتروح بهتافاتٍ بمعلومة ، بشرط : أن لا تكون تلكم الهتافات مما لا ترغب فيه الحكومة التي هي في بلدها ، ورب مظاهرةٍ يكون ضحاياها جمع ، وربما يرمون بمسيلات الدموع ، ويقبض على من يراد منهم .
المهم إن هذه مكيدة من قبل أعداء الإسلام ، الصمت له شأن كبير في إرعاب العدو ، وهكذا أيضاً قيام العلماء بأوساط المسلمين له أثرٌ كبير أيضاً ، فهم لا يخافون من أبناء السوء ومن أمثالهم .
وقد خرج الإخوان المفلسون في القضية الصدامية عند أن اعتدى على الكويت ، اعتدى صدام صدمه الله في البلاء على الكويت وهيأ نفسه للوثوب على أرض الحرمين ونجد ، خرج الإخوان المفلسون في مظاهرات ( نفديك يا صدام بالروح والدم )، المسلمون يذبحون في العراق وفي الكويت وعلى حدود السعودية - كلهم مسلمون وإن كان صدام كافراً - نحن نعتقد كفره ، لكن الشعب العراقي مسلم ، وإخواننا الكويتيون مسلمون والسعودية مسلمة ، يُذبحون هنالك والمساكين بل والأمة الحمقاء تركض في شوارع صعدة وصنعاء وتعز والحديدة وكثير من المدن اليمنية ( نفديك يا صدام بالروح والدم )، وأصحاب الأردن في الأردن أيضاً كذلك ، وهكذا أيضاً في مدن أخرى .
الإخوان المسلمون مهيئون لمخالفة السنة لهدم الدين ، أي والله يا أخوان ، قام خطبائهم على المنابر يثنون على الخميني بعد قيام ثورته نعم نعم ، وهكذا أيضاً لا يبالون بالإسلام .
إن متابعة أعداء الإسلام ، كما يقول ابن خلدون في مقدمة كتابه التاريخ : ( إن تقليد أعداء الإسلام يدل على ضعف معنوية المقلد ) ، وصدق ربنا إذ يقول : « لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ » ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ينهانا كما تقدم في الحديث عن إتباع أعداء الإسلام لأن قوله : « لتتبعن » هو إخبار ولكن المراد به النهي ، لا تتبعوا إخبار لكن المراد به النهي ، فاؤلئك كفار ونحن مسلمون ، جعل الله لنا حلولاً .
ثم إنها قد حصلت فتن في زمن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فما خرج المظلوم كأبي بكر الذي ضرب في الحرم ، ما خرج هو وبنو تيم يقومون بمظاهرة ، وهكذا أيضاً خصام بين الصحابة فما خرج المظلوم منهم يقوم بهتافات يرددها ، ولكن رب العزة يقول في كتابه الكريم : « فما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله » ويقول : « فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر » .
فنحن مسلمون عندنا حلول ، وهو التحاكم إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فعُلم أن قولهم : أنها من المصالح المرسلة ، الأولى أن يقال : من المفاسد المؤكدة .
ولا تسال عما يقع في تلكم المظاهرات فرب ضعيف يسقط ويمر الناس من عليه ، أي نعم انتهى بهم الحال إلى المظاهرات الإيرانية لا جزاهم الله خيراً ، إلى تلكم المظاهرات في أرض الحرمين ، وإلى سفك الدماء وإلى شغل الحجيج ، الحجيج الذين هم يطوفون ببيت الله ويشتغلون بذكر الله في عرفة ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سقط زمام راحلته فتناوله بإحدى يديه وجعل يدعو بيدٍ واحدة ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في أيام التشريق : « إنها أيام أكل وشرب وذكر الله » ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : « واذكروا الله في أيام معلومات » ، ويقول : « واذكروا الله في أيام معدودات » ، وهؤلاء المخذولون الرافضة الذين لهم مواقف مع اليهود والنصارى ، هؤلاء المخذولون يشغلون الحجيج ، ويؤذون الحجيج ، ويقطعون السير ، وأخبرت أنهم في هذه السنة حزب حماس - الإخواني يا إخوان - ، وحزب الله - وليس من الله في شيئ - ، وأهل إيران ، قاموا في وقت من الليل قاموا بمظاهرة في الحرم يقولون : خيبر خيبر يا يهود ، حزب محمد سيعود ، أنتم يا أيها الكذابون يا أصحاب حماس ، المظاهرة إن كان ولا بد ينبغي أن تكون في فلسطين ، ما تكون في بيت الله تشغلون وتلهون الطائفين والعاكفين والركع السجود .
فالمهم إن هؤلاء المخذولين الذين يقومون بالمظاهرات إنهزاميون ، فليفتحوا معركة مع إسرائيل ، وليدعوا المسلمون إلى قتال إسرائيل ، أما حماس في أرض الحرمين ، والعدو في فلسطين ، فمعناه يأمن . والله المستعان .
فأقول : إن هذه مكيدة من قبل أعداء الإسلام خاب وخسر من اعتمد عليها ، خاب وخسر ، فمتى أخرجت المظاهرات للمسلمين حقاً من الحقوق ، متى أخرجت حقاً من الحقوق ، لكن يا إخواننا : كل إناء بما فيه ينضح ، والله المستعان .

-------------
من شريط : ( الأجوبة الثمينة في الرد على سائل المدينة ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف