قد تقدمت الإجابة عن هذا ، بأن الأفضل أن تصلي في بيتها ما كُتب لها ، فإذا خشيت أن يشغلها أولادها أو أن يأتيها النعاس ، من الناس من إذا كان وحده ربما يأتيه النعاس والكسل وإذا كان مع الناس ممكن أن ينشط ، فإذا خشيت أن يشغلها أولادها أو يشغلها أبناؤها أو كذلك زوجها الذي لا يهتم بقيام رمضان فلا بأس أن تذهب إلى المسجد أو إلى بيت إحداهن ، وإلا إذا كانت قوية العزيمة واستطاعت أن تصلي في بيتها وحدها فهو أفضل ، أو مع أهلها من النساء اللاتي هن في البيت .
مداخلة : إذا لم يأذن لها الزوج أن تصلي التراويح .
فأجاب الشيخ :إذا لم يأذن لها أن تصلي التروايح فقد جاء : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " فلا تخرج ، إذا لم يأذن لها لا تخرج وهو يكون آثماً ، إلا إذا خشي عليها من الفتنة ، وفي الحديث نفسه زاد ابن خزيمة ما أذكر من هذه الطريق أومن طريق أخرى " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن "
وأيضاً حديث ابن مسعود " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " أي يقول لها : إنك لا تَمُرِّين بأحد إلا وأعجبتيه هذا أمر، أمر آخر أنه يجب عليها هي نفسها أن تتقي الله سبحانه وتعالى وأن لا تفتن الرجال , فرُبَّ رجل يكون صالحاً ويفتن بما إذا رأى وجه المرأة أو سمع كلامها أو ضحكها , فربما يفتن ويصير بعد أن كان صالحاً تقياً فاسقاً فاسداً ولقد أحسن من قال:
كل الحوادث مـبدأها مـن النظر* * * ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها* * * فِعْلَ السهام بلا قوس ولا وتـر
يسر مقـلته ما ضـر مهجتـه* * * لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
وآخر وإن كان قيل في هذه الأبيات التي سنذكرها أنها لشخص أراد أن ينفق ما عنده من العباءات السود وكان لا يشتريها أحد فقال :
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة :
" كُتب على ابن آدم نصيبُه من الزنا مُدْرك ذلك لا محالة ، العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واليد زناها البطش ، والرِّجل زناها المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدِّق ذلك الفرجُ أو يكذِّبه "
وبعدها أقول : ما في أحد من الرجال إلا من رحم الله يُؤْمَن على النساء وأيضاً النساء وصفن بأنهن ناقصات عقل ودين .
من ثم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إني لا أصافح النساء " رواه الترمذي من حديث أميمة بنت رُقَيْقَة .
وتقول عائشة كما في صحيح البخاري : والله ما مست يده يد امرأة قط ، فالمهم أن النساء ربما يفتنَّ الرجالَ وربما يفتتنَّ بالرجال فعليها أن تصون نفسها ، والله المستعان .