نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا عن جمعية الإحسان الناشئة في حضرموت ويافع وعن الأشخاص القائمين عليها ؟

الزيارات:
3606 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا عن جمعية الإحسان الناشئة في حضرموت ويافع وعن الأشخاص القائمين عليها ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..

أما بعد : فمسألة بناء المساجد ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى له مثله في الجنة " متفق عليه من حديث عثمان .
وهكذا بقية الأفعال الخيرية ، فهذه الجمعيات فرقت كلة الدعاة إلى الله ، وهي حزبيات مغلفة ، ومن أول الأمر منذ بدأت جزبية الحكمة أو جمعية الحكمة ورأيت أهدافها بأن فيها الانتخابات ، وأن فيها إذا اختلفوا في أمر فالقول قول رئيس الجمعية ، وفيها الخضوع للشئون الاجتماعية ، من ذلك الوقت حذرت منها ، وقلت : إنها حزبية مغلفة ، وانتقدني غير واحد من إخواني أهل السنة وقالوا : هؤلاء عقيدتهم عقيدتك وهم أبنائك وطلبتك ، فلم أبال بهذا الانتقاد لأن كيراً من الناس على حسن نيته لا يميز بين هذا وذاك ، ثم ظهرت الحزبية في هذه الأيام جلية ، فمسجد الدعوة في باب اليمن الذي قام ببنائه الشيخ محمد بن سعيد العنسي حفظه الله تعالى من المساجد التي أقيمت فيها السنة ، بل لعله يعتبر من أول المساجد التي أقيمت فيها سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - باليمن ، وأبلى حفظه الله بلاء حسناً ، ولا أنسى قوله للمبتدعة إذ جاءوا يصلون في مسجده وأرادوا أن يعارضوا فيقول لهم : هذا مسجد سنة ، فإن أحببتم تصلوا وتستمعوا فحي هلا ، وإن أحببتم أن تصلوا وتنصرفوا فلكم ذلك ، أما أن تعارضوا فالمساجد كثيرة في صنعاء ، ووقف جزاه الله بجانب الدعاة ولا يزال واقفاً .

والآن استولت الحزبية الذين هم أصحاب جمعية الحكمة على المسجد ، فإخواننا طلبة العلم الذين عندنا والذين كان يفتح لهم الشسخ محمد حفظه الله تعالى بيته وصدره ومسجده لأي قادم يقدم ، فالآن لا يسمح لإخواننا أن يناموا في المسجد مجرد النوم ، وقلنا لإخواننا : لا تهينوا العلم واذهبوا إلى جامع الخير ببير عبيد .

فأقول : إن الذين شجعوا هذه الفرقة هم الذين يمدون كل من أتاهم وشجعوا هذه الجمعيات ، ونحن لا نريد معاهد ولا مدارس قرآن ولا بناء مساجد ، ولا حفر آبار ، إذا كانت تفرق بيننا ، وإذا كانت وسيلة إلى الحزبية ، وإلى الدعوة إلى الحزبية ، فالدعوة قائمة في اليمن على أحسن حال ليس له نظير في جميع البلاد الإسلامية ، والتي هي دعوة إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على بصيرة .

فأهل الخير هم السبب في هذه الفرقة ، وفي هذه الحزبيات ، ولن أنسى قضية كتب إلينا أحد الأفاضل من نجد أن هناك مسجداً بكتاف قد انتهى من جميع الأمور ولم يبق عليه إلا الطياق والأبواب ، فكتب إلينا ذلك العالم الفاضل أن نرسل إخواناً لينظروا ، فذهبوا ونظروا وقالوا لذلك الرجل الذي أتى بالرسالة من عند ذلك الفاضل : أين المسجد ؟ قال : قد جاء السيل وذهب به ، فعلم أنه كذب ولم يكن هناك بناء مسجد ، فثلاثة أرباع من الذين يجرون ويهرلون بعد المساعدات هم من اللصوص ، وقد سجلت شريطاً بعنوان : ( لصوص الدعوة ) ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " يدعون إلى الخير لا يدعون لأجل مال يضعونه في نخابئهم ، ولا لأجل أن يتبعهم الناس ، ولا إلى حزبية .

ويقول سبحانه وتعالى : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة " شاهدنا قوله : " أدعو إلى الله على بصيرة " ، ويقول سبحانه وتعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ، فيركب أحدهم سيارته ، ويقطع الفيافي والقفار ثم يصل إلى أهل البلد ويدعوهم إلى الدخول معه في جمعيته أو الدخول في حزبيته ، وقد تضعضعت الدعوة قليلاً بسبب هذه الفرقة ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " واعصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، والجمعية خاضعة للحكومة ، فلو رأت الحكومة فيها أي شيء يخالف أهداف الحكومة لألغتها في أسرع وقت وهم يعلمون هذا .
والجمعية لا يعترف بها إلا إذا وافقت على الانتخابات ، بمعنى أنهم ينتخبون لهم رئيساً وأعضاء ، وليس معناه أنهم يشاركون في الانتخابات العامة ، وهذه الانتخابات طاغوتية ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " ، ويقول : " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " ، فيجب أن يعلم أن الإخوان المفلسين باليمن ليسوا كالإخوان المسلمين بالسعودية لأنني عشت في السعودية لأنهم يكونون أصحاب عقيدة ، والجمعيات في اليمن ليست كالجمعيات في أرض الحرمين ونجد ، فهي إما جمعية زواج ، وإما جمعية خيرية لأمر ما ، فلا يعرفون الحزبية ليصطادوا الناس .
أما الجمعيات هنا ، فجمعية الإصلاح ، وما أدراك ما جمعية الإصلاح ، وإن شئت سميته الإفساد ، الذي تعاقد في ميثاق الشرف مع عشرة أحزاب ، وبعضها كفرية : ألا يكفر بعضهم بعضاً ، وألا يتكلم بعضهم في بعض ، والذي نسق مع البعثيين والناصريين لتوطيد الديمقراطية ، وهذا الكلام نشرته جريدة ( الجماهير ) ، ونشرته جريدة ( الصحوة ) فيما يتعلق بالتنسيق مع البعثيين .
وأنا آسف جداً أن يأتيني سني مغفل لحيته إلى سرته ويقول : يا شيخ أرفق بهم فإنهم واقفون في وجه الإلحاد والكفر ، وهل تركوا من التنسيق مع الإلحاد والكفر شيئاً ، فالبعثية هي وليدة الشيوعية وهي التي يقول قائلهم :
آمنت بالبعث رباً لا شريك له ***** وبالعروبة ديناً ما له ثاني

ويقول آخر :
لا تسل عن ملتي عن مذهبي ***** أنا بعثي اشتراكي عربي

ويقول آخر :
فحي على كفر يوحد بيننا ***** وأهلاً وسهىً بعده بجهنم

والحزب الاشتراكي لو يؤمنهم على المعاهد فأستطيع أن أقسم بالله الذي لا إله إلا هو لو أمنهم على المعاهد لنسقوا معه ، وبعد هذا حصل اللقاء الودي كما نشر في الجرائد ، فالمجال موسع للدعوة ، فليس هناك حاجة بحال من الأحوال لهذا الأمر .
فنحن نقول : الوحدة باطلة ، لا تجوز الوحدة مع الشيوعيين ، والديمقراطية طاغوتية لأنها حكم الشعب نفسه بنفسه ، ورب العزة يقول : " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " ، مجلس النواب طاغوتي لأنه لا يحكم بكتاب الله ولا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " ، ولا يجوز أن يعترف بحزب اشتراكي ، ولا بعثي ، ولا ناصري ، لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " ، فكل هذا يقوله إخواننا ونقوله ، وسياراتنا تمشي من فضل الله من صعدة إلى أقصى حضرموت ، ومن صعدة إلى الحديدة ، وإلى البيضاء وإلى جميع المدن اليمنية فلا تلقى بأساً بل بعضهم يقدر أهل السنة لآنهم لم يرتبطوا بحزب من هذه الأحزاب .

والجمعيات يشترط عليها أن ما حصلت من الأموال أن تضعه في البنوك ، وليس هناك داعٍ لأن تضعه في البنوك ، ولكن المسألة لصوصية .
فقبل أيام غزانا عبدالله السبت بديناره لا بأفكاره ، وأخذ علينا مجموعة من إخواننا ، فيجب أن نصبر على دعوتنا ، فدعوتنا أغلى عندنا من الذهب والفضة .
ولا أدري هل أصحاب جمعية الحكمة عرفوا أنهم على باطل ولهم مع الكويتين قدر أربع سنوات أو نحو ذلك ، أم أنها جاءت النقود من السروريين أكثر .
وأنا لا أقول إنهم لا يوزعون أصلاً على اليتامى ، وعلى المحتاجين ، لكن إذا كان عبدالقادر الشيباني شاع وذاع أنه اتهم هو ومحمد بن عبدالجليل بأخذ مال الدعاة إلى الله الذين سوعدوا من بعض الأفاضل بنجد وسوعدوا من بعض إخواننا بالكويت ، ثم بعد ذلك عبدالقادر أمين جمعية الحكمة ، فهذا هو اللص عبدالقادر أمين جمعية الحكمة .

فالدعوةمن فضل الله سبحانه وتعالى على خير ، وقد كان أهل السنة تمشي سياراتهم جميعاً لا يعرفون إلا دعوة إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى جاءنا عبدالله السبت وفرق دعوتنا ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " محمد فرق بين الناس " ، وفي رواية : " محمد فرق بين الناس " ، لكن فرق بين الناس بين المسلم والكافر ، فالرجل يكون مسلماً وامرأته كافرة فيفارقها ، والمرأة تكون مسلمة والرجل كافر فتفارقه ، وهكذا الأب والأخ إلى غير ذلك .
فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فرق بين الناس ، أما عبدالله السبت ففرق بين أهل السنة الذين كانت دعوتهم بحمد الله تجوب جميع مدن اليمن ، على أنهم لم يؤثروا على الدعوة ، وقد كان منهم من كان مؤلفاً ومحققاً ، وما شعرنا إلا بتأثرهم بهذا الأمر .

وجماعة السروريين سواء كانوا بنجد أم كانوا باليمن هم يسخرون من أهل العلم ، ويجهلون أهل العلم كما في مجلة السنة ، وأنا قد مدحت مجلة السنة ، وكذلك مجلة البيان لكن سخريتهم بأهل العلم أنهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع وأن أولئك النشئ البادين هم الذين يعرفون الواقع .
ومن علامات الحزبيين أنهم يسخرون من العلماء ، ويزهدون في مجالسة العلماء ، وهذا مما تقر به أعين أعداء الإسلام ، بل مما تقر به أعين الشياطين . والله المستعان .

------------------
وراجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 351 إلى 355 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف