الإيرانيون الرافضة من حيث هم يختلفون في تكفير الصحابة ، منهم من يكفرهم إلا قدر اثني عشر واحداً من أولئكم الذين لم يكفرونهم : علي بن أبي طالب ، والحست والحسين ، وعمار بن ياسر ، والمقداد ، وأبو ذر في جماعة آخرين .
ومنهم من يكفرهم كلهم إلا أصحاب الكساء .
ومنهم من يكفر الصحابة كلهم إلا علي بن أبي طالب فيقول : إنهم كفار لأنهم أخذوا حق علي ، ثم يكفر علي بن أبي طالب لأنه لم يأخذ بحقه ، وهذه طائفة يقال لها : الكاملية تنتسب إلى أبي الكامل ، فهذا يكفر الصحابة كلهم .
أما الإيرانيون فهم يحكمون على أبي بكر وعمر بالكفر ، والذي يحكم على أبي بكر وعمر بالكفر ما ظنك أيتحاشى من أبي موسى ، ومن المغيرة بن شعبة ، ومن معاوية ، ومن عمرو بن العاص ، ومن أبي الأعور إلى غير ذلك ، وإن كان أبو الأعور مختلف في صحبته إلى غير ذلك من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ثم بعد ذلك ينبغي أن يعلم أن تكفيرهم للصحابة رضوان الله عليهم يعتبر قدحاً في ديننا فضلاً عن كونه مخالفاً لكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فرب العزة يقول في كتابه الكريم مبيناً أن الصحابة كلهم إلى الجنة : " لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ " [ النساء : 95 ] ، شاهدنا من هذا : " وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ " .
ثم أيضاً قوله تعالى : " لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ " [ التوبة : 117 ] .
وقوله تعالى أيضاً : " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " [ التوبة : 100 ] .
وقوله تعالى : " لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " [ الفتح : 18 ] .
وقوله تعالى : " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ " الفتح : 29 ] .
ثم ينبغي أن يعلم أنهم لا يؤمنون بقرآننا الذي بين أيدينا ، ولا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي بين أيدينا ، فهم يريدون القدح في ديننا ، أما السنة فقد روى البخاري ومسلم في < صحيحيهما > عن عبدالله بن مسعود وعمران بن حصين رضي الله تعالى عنهم _ أي عن عبدالله بن مسعود وعمران بن حصين وأبيه - أنهما قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن " .
وروى البخاري ومسلم في < صحيحيهما > عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لا يقدح فيهم إلا زائغ يكيد لدين الإسلام ، ثم إن عندهم من الشر ما يضاهي ذلك ، وهو قولهم بتحريف القرآن ، وقولهم بالزيادات في القرآن ، وقولهم ايضاً في أمور كثيرة ، الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ؛ فقد ذكر صحاب < عيون المعجزات > أموراً منكرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فذكر أن الشمس خاطبت علي بن ابي طالب فقال : يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من بكل شيء عليم .
وذكر ايضاً أن بعضهم خاطب علي بن ابي طالب وفقالت : إنك تعلم السر وأخفى .
وذكر ايضاً أن بعضهم خاطب علي بن أبي طالب وقال : إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وقد ذكرت هذا في مقدمة < الأدلة الواضحة الجلية في دخض أباطيل الشيعة القدرية > فذكرنا هذا ليعلم ما عند الشيعة من الضلال ، ومن البعد عن دين الله ، ومن الغلو في علي بن أبي طالب .
فإسحاق بن محمد الأحمر كان يقول : إن علي بن أبي طالب هو الله ، وهكذا الجاهلون الإيرانيون الأعاجم .
والواجب على المسلمين لو أن الأمر بأيدي أهله ، والواجب عليهم أن يقرروا برامج في إذاعاتهم باللغة الفارسية ليدعوا الإيرانيين إلى دين الإسلام ، لست أكفر الإيرانيين كلهم لكن من كان على شاكلة الخميني فهو كافر ، الذي يقول في كتابه < الحكومة الإسلامية > : إن لأئمتنا منزلة لا يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب ، ويقول أيضاً في كتابه < الحكومة الإسلامية > : إن نصوص أئمتنا كالقرآن ، ويقول ايضاً كما نشرته عنه الصحف وما أنكر يقول من إذاعة طهران : إن الأنبياء وأئمة أهل البيت لم ينجحوا في مهمتهم ، والذي سينجح هو المهدي ، أتدرون من يعني بالمهدي ؟ يعني به خرافتهم يعني صخاب السرداب الذي قال بعض أهل السنة ساخراً منهم :
ما آن للسرداب أن يلد الذي **** كلفتموه يجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم **** ثلثم العنقاء والغيلانا
يقصد من هذا أنهم يقولون : إن هناك مهدياً مثل ما يقولون : عنقاء مغرب وليس هناك عنقاء مغرب ، وهكذا مثل ما يقولون : الغول ؛ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا غول " .
فهؤلاء يقولون : إن المهدي - وهو محمد بن الحسن العسكري - في زعمهم مختبئ في السرداب ، وخرافاتهم وأباطيلهم كثيرة ، ولقد أحسن القائل - وهو هارون بن سعد العجلي - إذ يقول في شأن الروافض :
ألم تر أن الـرافضين تفرقوا **** فكلهم في جعفر قال منكرا
فطائفة قالت: أمـــام ومنهم **** طوائف سمته النبي المطهرا
ومن عجب لم أقضه جـلد جفرهم **** برئت إلى الرحمن ممن تجفرا
برئت إلى الرحمن من كل رافض **** بصير بعين الكفر بالدين أعورا
إلى آخر أبياته ، وقد ذكرناها في < المخرج من الفتنة > ، وفي < الألحاد الخميني في أرض الحرمين > ، وهي أيضاً في أوائل < تأويل مختلف الحديث > لبن قتيبة ، وهي التي برأت هارون بن سعد العجلي فإنه كان متهماً بالرفض فلما قال هذه الأبيات - وهو كان زيدياً من رءوس الزيدية - علم أهل السنة أنه قد تاب عن الرفض .
أما هل يوجد مسلمون بإيران من أهل السنة ؟ فيوجد وهم قدر ثلث أهل إيران ، ولكنه مضغوط عليهم ليس لهم مجال في التعليم ، فمدارسهم أغلقت ، ودعاتهم سجنوا وقتلوا وطردوا ، واصبحوا مضطهدين شأن الرافضة في كل زمان ومكان أنهم يناصرون الكفار ، ويناصرون اليهود والنصارى على المسلمين كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه < منهاج السنة > ، والحافظ الذهبي في كتابه < المنتقى > ، والحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه < البداية والنهاية > .
ماذا تتوقع من أمة تقول : إن لها قرآناً غير قرآننا ، وأن لها كتاباً أو سنة غير سنتنا ، ومن شك في كلامي فليراجع < الكافي > للكليني الذي استورده أهل الجشع والزيغ من أهل صعدة ، ومن أهل صنعاء كصحاب المكتبة الكبرى قطع الله دابره الذي استورد لنا < الكافي > للكليني ، و< عيون المعجزات > ، و < سلوني قبل أن تفقدوني > كتباً من كتب الزيغ والضلال يستوردها ، كفى كفى لسنا محتاجين إلى كتب إيران فعندنا < الاساس > أساس الشر للقاسم بن محمد فيه طامات فيه العدل وهو عدل عن التوحيد لأنه تحريف لأسماء الله وصفاته ، التوحيد عندهم بعد عن التوحيد لأنه تحريف لأسماء الله وصفاته ، والعدل عندهم الجور لأنه ينفي القدر ، وينفي قدرة الله سبحانه وتعالى على العبد ، وعندهم أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعناه الخروج على الأئمة ، كل أصولهم مخالفة لأصول أهل السنة .
ومن عجب أن نسمع أناساً يقولون : إننا متفقون في الأصول . الله المستعان ، على غيرنا فاضحكوا ، وعلى غيرنا فلبسوا ، أما نحن فقد عرفناكم ، وقد قرأنا كتبكم ، وأصبحنا نحرص كل الحرص على اقتناء كتبكم الزائغة حتى يبين ما فيها من الضلال ، فإن بيان ما فيها من الضلال يعتبر دعوة للسنة ، إذا قام أهل السنة بما أوجب الله عليهم ، إذا قمتم بما أوجب الله عليكم من الدعوة إلى الله وبيان الحق فسيكون < الكافي > للكليني دعوة إلى سنة رسول الله لأنكم ستبينون ما فيه من التحريف ، وما فيه من الخبث ، وما فيه من البعد عن الإسلام ، وسيكون < عيون المعجزات > دعوة إلى سنة رسول الله لأنكم ستبينون ما فيه من البعد عن دين الله ، وسيكون < سلوني قبل أن تفقدوني > وهو كتاب في مجلدين سيكون أيضاً دعوة إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا قام أهل السنة بما أوجب الله عليهم ، فكل بلاء يستوردون سيكون خدمة لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، حتى الأفكار الشيوعية ، وحتى الأفكار البعثية ، وحتى الأفكار الناصرية إذا وجدت رجالاً يحللونها للشعب المسلم اليمني فستكون دعوة إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، إذا وجدوا هذا فإنها ستكون دعوة إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وكما يقول الله سبحانه وتعالى : " فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " [ النساء : 19 ] .
ولسنا نبرر موقف وزارة الإعلام من تركها لهذه الكتب الزائغة من تركها في أسواقنا وفي مجتمعنا إنها ستحمل وزرها كاملاً ومن أوزار المسلمين الذين يضلون بسببها ، سألت أخاً في الله بتعز عن < الكافي > للكليني ، وكنت أظن أنه لا يوجد إلا بصعدة لأنه لا يوجد بتعز شيعة فقال : ما هو يباع عندنا بتعز .
ثم إننا بحمد الله نبشر إخواننا في جميع البلاد الإسلامية أن اليمنيين بحمد الله لا يرفعون راساً إلا إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأعني من اليمنيين المندفعين إلى دين الله ، أهل اليقضة الإسلامية فهم لا يسألون عن المذهب الشيعي ، ولا عن البعثية ، ولا عن الناصرية ، ولا عن الشيوعية ، بل يبغضون كل ما خالف دين الإسلام ، فبحمد الله الكتب التي ألفت في هذا الموضوع مثل : < الألحاد الخميني في أرض الحرمين > إخواننا اليمنيون حفظهم الله تعالى وجزاهم الله خيراً يحرصون غاية الحرص على اقتنائه ، وهكذا : < إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن > أيضاً بحمد الله ما زال إخواننا اليمنيون حفظهم الله تعالى يسألون عنه أقد خرج من الطبع أم لم يطبع ؟ ، أما < رياض الجنة > بحمد الله قل أن تجد شاباً من المتمسكين بالسنة والمحبين للسنة إلا وهو حريص على اقتنائه ، فاليمنيون في غاية من الانتفاع .
ونبشرهم أيضاً أن الحزبيات والجماعات أصبحت ميتة من فضل الله ، الجماعات التي هي متأثرة بالحزبية ليس لها أثر بجانب سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
اليمنيون بحمد الله لا يسألون إلا عن حكم الله في هذه المسألة وماذا قال الله ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى إن بعض الحزبيين من أجل أن ينفقوا بضاعتهم تسموا يالسلفيين من أجل أن يغرروا الناس هم لا يضرون إلا أنفسهم ، فذاك يتسمى سلفياً ، وذاك يتسمى إخوانياً ، وهذه بحمد الله بدع ستذوب إذا انتشرت سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فنبشر إخواننا بحمد الله في جميع البلاد الإسلامية بالإقبال والرغبة والمحبة لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
--------------
راجع كتاب : ( المصارعة ص 461 إلى 466 ) .