بينوا لنا في ماذا انتقدوا على الإمام ابن تيمية ؟

الزيارات:
4738 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 شوال 1434هـ
نص السؤال:
بينوا لنا في ماذا انتقدوا الإمام ابن تيمية ؟
نص الإجابة:
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أحى الله به السنن بعد أن كانت أصبحت تكاد أن تكون ميتة ، وأنا أشبه عصر شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الزمن ، كيف ذاك ؟ شيخ الإسلام ابن تيمية قبله تخلله ركود كما أن هذا الزمن أيضاً نهضة أهل العلم في هذا الزمن كان قد سبقها ركود ، وشيخ الإسلام عصره كان قد سبقه ركود ، وكان قد طغى الرفض ، وطغت الصوفية ، والشعوذة والدجل ، فقام رحمه الله تعالى وأحيى به سنناً قد أميتت ، وصار أعداءه يفترون عليه الكذب ، فتارة يقولون : إنه لا يحب الأولياء ، ويعنون بهذا ابن عربي وغيرهم من ضلال الصوفية ، وأخرى يقولون : إنه يريد أن يخرج على السلطان ، وذكرت قضية ذكرها الحافظ ابن كثير في < البداية والنهاية > أنهم كتبوا إلى السلطان أن ابن تيمية يراسل التتار ، وأنه يريد الخروج عليكم ، والسلطان يعلم صدق ابن تيمية ، ويعلم نصحه أيضاً للإسلام والمسلمين وللسلطان ، فدعاهم وضربهم ، وقال : لا بد أن تخبروني لماذا ؟ قالوا : هذا رجل أخذ السمعة علينا ، فأحببنا أن نشوه بسمعته ، وهذه القصة هي شبيهة ما ذكره الذهبي في ترجمة أبي إسماعيل الهروي عبدالله بن محمد الذي لقب بشيخ الإسلام ، وهو قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ، هذه القصة أن أبا إسماعيل الهروي - على ما فيه من التصوف المبتدع - كان رأساً في السنة فعجل الناس لا يلتفتون إلى علماء عصره ، فأراد الفقهاء ذات مرة أن يشينوه ، وذهبوا إليه وقال : مرحباً بكم لم جئتم ؟ قالوا : نحن ذاهبون لنزور الأمير وجئنا لنزورك قبل أن نذهب إلى الأمير ، وجلسوا بجانب سجادته ووضعوا تحتها صنماً صغيراً ، وذهبوا إلى الأمير وقالوا : أبو إسماعيل الهروي يشبه ربه ويقول : هناك صنم صغير يقول : إن ربي يشبه هذا ! ، وإن شككت في كلامنا فارسل من ينظر تحت سجادته ، فأرسل ووجد الصنم ، وأوتي به ، فقال له السلطان : ما هذا ؟ ، ما هي إلا مثل الإصبع ، قال أبو إسماعيل : هذا لعبة ، قال له : ما هذا ؟ ، قال : إنه صنم ، قال : إنك تزعم أن ربك يشبهه ، فقال أبو إسماعيل بصوت جهوري : سبحانك هذا بهتانٌ عظيم ، فوقع في قلب الأمير أنه صادق ، وأنهم كاذبون ، فعزرهم حتى اعترفوا ، وذكروا مثل القضية التي عملت لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وقالوا : هذا ما يلتفت الناس إلا إلى قوله فأردنا أن نشينه .
فشيخ الإسلام ابن تيمية كثر أعداءه من أصحاب المذاهب ، ومن الصوفية ، ومن الشيعة ، ومن بعض الحكام الحاقدين بعضهم وأما بعضهم كان يحبه لصراحته وصدقه ، وقضى أكثر عمره في السجن ، وكان يقول رحمه الله تعالى : ماذا يفعل بي أعدائي ، فسجني خلوة ، ونفيي سياحة ، وقتلي شهادة ، والحمد لله نصره الله سبحانه وتعالى في حياته وبعد مماته .

انتقد على شيخ الاسلام ابن تيمية بعض الأشياء لأنه كان يكتب من حفظه ، فربما ضعف بعض الأحاديث وهي صحيحه ، وربما حكم على بعض الأحاديث بأنها لا أصل لها وتوجد في بعض الكتب الضعيفة لكن فرق بين قولنا : ليس له أصل ، وبين قولنا : إنه ضعيف ، فرقٌ بين هذا وذاك .
أيضاً مما انتقد على شيخ الإسلام ابن تيمية قوله بفناء النار ، هذا انتقد عليه وقد رد عليه الصنعاني رحمه الله تعالى في كتاب اسمه < كشف الأستار في الرد على من يقول بفناء النار > .
والقصد أن شيخ الإسلام ابن تيمية أمثاله قليل ، وخدم الإسلام خدمة عجيبة ننصح بقراءة كتبه ، والإستفاده منه ، ولا يتكلم فيه إلا حاسد ، وهو وإن استدل ببعض الأحاديث أو نفى بعض الأحاديث الصحيحة أو الحِسان إلى غير ذلك فهو لا يجعلنا نعدم الفائدة من كتبه ، وكما يقولون : هي تغمر في فضائله ، ويقولون أيضاً : لكل صارم نبوة ، ولكل فارس كبوة .
وذكرت أيضاً أنه انتقد عليه شيء لم يقل به وهو أنهم قالوا : إنه ينهى عن الزيارة ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ينهى عن شد الرحل للزيارة لا ينهى عن الزيارة ، فله كتاب بعنوان < الزيارة > .
وذكرت شيئاً فيما يتعلق بشيخ الإسلام ابن تيمية ، كان في حنفي اسمه محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد العجمي له ترجمة في < البدر الطالع > فكان يقول : من قال لابن تيمية شيخ الإسلام فهو كافر ، تجاوز الحد ، فانبرى له ابن ناصر الدين الشافعي وألف كتاباً بعنوان < الرد الوافر في الرد على من قال أن من قال لابن تيمية شيخ الإسلام كافر > ، وأثبت هذه اللفظة عن علماء من علماء الحنابلة ، ومن علماء المالكية ، ومن علماء الحنفية ، ومن علماء الشافعية ، وبين ضلال ذلكم الجاهل الحنفي الأعجمي .

-------------
من شريط : ( فيما انتقد على شيخ الإسلام ابن تيمية )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف