وهنا أمرٌ أريد أن انبه عليه وهو : أنه لم يثبت أنه أسري بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليلة سبعة وعشرين من رجب ، نؤمن بأن الله أكرم نبيه وأسرى به قبل الهجرة النبوية " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ " نؤمن بأن الله أكرم نبيه وأسرى به إلى بيت المقدس ، ثم عُرح به إلى السماء الدنيا ، ثم بعد هذا إلى السماوات العلى ، وفرض الله عليه الفرائض ، وذلكم قبل الهجرة نؤمن بهذا ، ولا يضرنا إذا جهلنا وقته ، وقد ذكر هذا الحافظ ابن حجر في كتابه القيم < تبين العجب فيما ورد في فضل رجب > .
فعلى هذا فالذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في الحرمين وفي مصر وفي اليمن وفي السودان وفي كثير من البلاد الإسلامية على جهلٍ وعلى بدعة وعلى ضلالة ، كل هذا جمعوا بين الجهل وهو جهل وقت الإسراء والمعراج ، وجمعوا بين البدعة لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يفعله ، وجمعوا بين الضلالة لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كل بدعة ضلالة " ، فإنا لله وإنا إليه راجعون إن بلغ بالمسلمين الجهل هذا المبلغ والله المستعان .
------------
من شريط : ( إفادة النبيه بأجوبة أسئلة بيت الفقيه )