ما هي كيفية صلاة الليل ؟

الزيارات:
4468 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
ما هي كيفية صلاة الليل ، وكم هي ، وهل يجوز صلاتها جماعة مع تعرف أجرها ، وحكم تخصيص ليلة معينة جماعة ؟
نص الإجابة:
أما صلاة الليل فقد ورد في < الصحيحين > عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : مازاد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في رمضان ولا في غير رمضان على إحدى عشرة ركعة ، وجاء أيضاً : ثلاثة عشر ركعة .
يعني أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلى وهو في البخاري ومسلم ثلاثة عشرة ركعة وهو من حديث عائشة ، ولا تعارض بين حديثي عائشة ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يبتدئ صلاته - أي صلاة الليل - بركعتين خفيفتين ، فركعتان خفيفتان مع إحدى عشرة ركعة تصير ثلاثة عشرة ركعة ، هذا لمن استطاع ، وإلا فالمطلوب هو الوتر ، ويجوز أن توتر بركعة ، وأن توتر بثلاث ركعات أو بخمس ركعات أو سبع ركعات أو تسع ركعات إلى ثلاثة عشرة ركعة ، وبكل هذا قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا الركعة فإني لا أذكر دليلاً إلا ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " وإذا خاف أحدكم الصبح فليوتر بركعة " ، وما جاء في < صحيح البخاري > أن معاوية أوتر بركعة ، فقيل لابن عباس : أدركه ، فقال ابن عباس : دعوه فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وفي رواية : دعوه فإنه فقيه .

وتصح في جماعة ؛ فقد جاء في الصحيح عن ابن عباس أنه ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذات ليلة ، فوجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في بيته ثم عند أن جاء النوم نام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وامرأته ميمونة وهي خالة ابن عباس ناما في طول الوسادة ونام ابن عباس في عرضها ، كان ابن عباس صغيراً ، قال : فقام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فتوضأ من شمة - أي قربة بالية - ثم قام وصلى ، قال : فقمت وصنعت مثلما صنع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فقمت على يساره قال : فأخذ بأذني وأدارني عن يمينه ، وصلى ابن عباس مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وهكذا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فإنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلاة الليل وقرأ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سورة البقرة وقرأها قراءة طويلة حتى قال ابن مسعود : لقد هممت بأمر سوءٍ ، قيل : وما هممت به ؟ ، قال : هممت أن أجلس وأدعه .
وهكذا حذيفة رضي الله تعالى عنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأطال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وفي رمضان شعر الصحابة بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يصلي في حجرة له ، فجاؤوا وصلوا بصلاته ، فعلم الناس في الليلة الثانية فجاؤوا أكثر ، ثم علم بهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلم يخرج إليهم - ولعل عدم الخروج في الثالثة أو الرابعة - فلم يخرج إليهم ، ثم قال لهم : إنه لم يخفَ عليَ صنيعكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل " أو بهذا المعنى .
فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ترك الصلاة بهم خشية أن تفرض عليهم ، وهي الآن لا تفرض لأن الشرع قد كمل والوحي قد انقطع .
وورد في < جامع الترمذي > منن حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال : صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذات ليلة ، فصلى بنا ، ثم قلنا : يا رسول الله لو زدتنا - أي من الصلاة - فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إنه من قام مع الإمام حتى ينتهي الإمام كُتب له قيام ليلة " ، ثم صلى بهم ليلة أخرى وبعد أن صلى بهم ليلة أخرى قال أبو ذر : حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، أدري ما الفلاح ؟ ، الفلاح : السحور .
فيجوز أن يصلي في جماعة ، وأن يصلي فرادى ، ولكن هنا سؤالٌ أيهما الأفضل أن تصلي صلاة التراويح في رمضان تصليها في المسجد أن تصليها في بيتك ؟
الأفضل أن تُصلى في البيت لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " .

فلا نعلم مانعاً من هذا إذا ثبت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلى في بيته وصلى بهم في رمضان في حجرة احتجرها وصلى الناس خلفه ، فلا نعلم مانعاً من هذا ، لكن اتخاذها عادة أو تخصيص ليلة من الليالي هذا ليس بمشروع ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى أن تُخص ليلة الجمعة بقيام ، وأن يُخص يوم الجمعة بصيام كما في < صحيح مسلم > .

--------------------
من شريط : ( مجموعة فتاوى )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف