هي داخلة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كل مصورٍ في النار " وكل من ألفاظ العموم ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لعن المصور ، والمصور يشمل إلا ما خصه الدليل مما لا روح فيه ، وهكذا أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه ، ولا صورة إلا طمسها ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رأى عائشة وقد سترة سهوة لها بقرام فيه تصاوير ، فغضب وتأخر عن الدخول ، ثم قالت : أتوب إلى الله يا رسول الله ، وقال : " يا عائشة إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصنعون هذه الصور " ، وفي بعضها : " الذين يضاهون خلق الله " .
ودخل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الكعبة فوجد صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " قاتلهم الله والله ما استقسما بالأزلام " ، ثم دعا بماء وخرقة مبلولة فمسحها ، أي الصورة التي في الجدر ، فهذا دليل على أنها ليست بمجسمة ، وهذا قول الإمام النووي في < شرح مسلم > ، ونقله عنه الشوكاني وإرتضاه لعموم الأدلة ، وقال النووي : إنه قول الجمهور .
أما الذين يدافعون عن هذا فلأنهم ابتلوا بهذا فهم يريدون أن يدافعوا عن أنفسهم حتى لا يظهر للناس أنهم ارتكبوا محرماً ، ويعلم الله لو اعترفوا أنهم ارتكبوا محرماً كان خيراً لهم من أن يضلوا الناس ، وأن يلبسوا على الناس والله المستعان .