لا بأس بهذا إن شاء الله ، أما حديث "لا يمس القرآن إلا طاهر " فهو ضعيف من جميع طرقه ، وقوله تعالى : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " المراد به : الملائكة ، فالإمام مالك رحمه الله تعالى يقول : أنها تفسرها آية عبس " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ " وهم الملائكة .
فلا بأس إن شاء الله أن تقرأ القرآن وأنت الجنب ، أو المرأة تقرأ القرآن وهي حائض ، وأما حديث علي بن أبي طالب " كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا ، فإنه من طريق عبدالله بن أبي سلمة المرادي وقد قال تلميذه عمرو بن مرة كنا نعرف ننكر، وتابعه ابن الغريف لكنه تارة يرويه مرفوعا وتارة موقوفا أي أبي الغريف .
فالحاصل أنه لا يثبت شيء عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في هذا أي في النهي عن القراءة لمن كان محدثا سواء كان حدثا أكبر أم حدثا أصغر .
وأما مسألة مس المصحف الذي تبادرت إلى ذهني وسبقت الإجابة عليها فهي موضوع آخر ، وكذلك أيضا مس المصحف لا أعلم مانعا من هذا.