تاريخ الإضافة:19 شوال 1435هـ | الزيارات:31442 زيارة |
من نصائح الإمام الوادعي لأهل السنة في اليمن تجاه الفتن والمؤامرات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد؛
فمعلوم ما تمر به بلد اليمن حاليا من الفتن وإبرام المؤامرات على البلاد والعباد للزج بهم في الصراعات والفتن والقتل والقتال عياذا بالله.
لهذا ولغيره أحببت أن أتحف إخواني أهل السنة -حفظهم الله- بشيء من النصائح والتوجيهات تجاه الفتن والأحداث والمؤامرات، من نصائح وتوجيهات شيخهم ووالدهم حامل لواء الدعوة السلفية في اليمن وإمامها ومجددها بلا نزاع، الإمام العلامة الداعية الحكيم مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة.
استللت هذه المعلومات -بفضل الله- من باب «حنكة الشيخ في الحفاظ على الدعوة السلفية والسير بها إلى الأمام» من كتابي ”الإمام الوادعي رحمه الله وجهوده في تجديد السنة النبوية“، مع زيادات يسيرة.
فأقول -مستعينا بالله-: من أهم ما في هذا المجال عن الشيخ ما يلي:
أولاً: حرص الشيخ على الأمن والاستقرار وعدم الوقوع في فتنة القتل والقتال
قال الشيخ رحمه الله: «وأهل السنة بحمد الله هم أول من ينتقمون ممن يريد أن يخرب؛ لأننا مأمورون بالمحافظة على الأمن ولا تتم لنا دعوة ولا تعليم إلا إذا استقر الأمن». ”الباعث على شرح الحوادث“ (66- 67).
وقال رحمه الله: «نحن في اليمن تعرفون أنهم يتقاتلون لأتفه الأسباب، نحن السني عندنا يساوي الدنيا، لا بد أن نتناصح وأن لا نعرض أنفسنا للفتن، وأن لا نعرض أنفسنا للصدام لا مع قبيلي ولا مع دولة ولا مع فلان، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨]». ”من فقه الإمام الوادعي“ (1/56).
وقال رحمه الله: «نحن -بارك الله فيكم- دائما ننصح إخواننا بما أن الله قد بارك في دعوتنا فلا نحتاج إلى أن نصطدم مع صوفي ولا مع شيعي ولا مع حكومة». ”تحفة المجيب“ (ص 409).
وقال: «أهل السنة يكرهون التنازع والاختلاف من أجل هذا فإنهم إذا تقدم المغفلون تأخروا؛ لأنهم لا يحبون أن يصطدموا بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»». ”إجابة السائل“ (24).
وقال رحمه الله عن الشيعة: «نحن لسنا مستعدين أن نصطدم معهم ولو قالوا: إننا أذلاء!! إن كانوا يريدون مناظرة نحن مستعدون للمناظرة، أما المضاربة أو القتل فهم مسلمون ونحن مسلمون لا نستحل دماءهم ولا أموالهم ولا أعراضهم». ” إجابة السائل“ (56).
وحرصا من الشيخ رحمه الله على حقن الدماء وعلى سلامة الدعوة والسير بها إلى الأمام وقَطْعِ المؤامرات التي تحاك ضدها، وَقَّعَ الشيخ رحمه الله عام (1402هـ ) اتفاقية مع تسعة وعشرين من علماء ودعاة الشيعة في صعدة كبدر الدين الحوثي ومحمد بن عبدالعظيم الحوثي وصلاح فليتة وغيرهم، وذلك على أشياء منها:
1) العمل على جمع الكلمة وتوحيد الصف وعدم إثارة المسائل الخلافية التي تؤدي إلى الفرقة والانقسام.
2) أي شخص له رأي في مسألة فقهية فلا حق له أن يحمل الآخرين على العمل برأيه أو أن يحاول فرضه عليهم، وعليه أن يحترم الآخرين.
3) عدم التعرض لأي شخص أو لأي مذهب أو فئة بأي صفة من الصفات، وعلى الجميع التغاضي وتناسي ما قد وقع في الماضي والابتعاد عما من شأنه الإثارة؛ تجنبا للأحقاد وتحقيقا للأخوة في الإسلام.
يقول الشيخ رحمه الله مشيرًا إلى هذه الوثيقة: «وفي هذه الأيام خرجت لجنة الوالد القاضي يحيى الفُسَيِّل، ووزير الأوقاف علي السمان، والأخ عبدالرحمن العماد، فلم تُوفَّق للإصلاح، وأخرجت قرارًا حاصله: أنهم لا يعترضون على أهل السنة، وأهل السنة لا يعترضون على الشيعة، وهذا القرار وإن كان الشرع لا يقره؛ لأن من المسائل ما لا يجوز السكوت عنه كما هو معلوم لدى أهل العلم، لكنه يُعَدُّ فتح باب خير للسنة، إذ قد اعتُرفَ أنه يجوز العمل بها في بلد لا تعرف إلا التشيع منذ ألف سنة أو أكثر، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق آمين». ” المخرج من الفتنة“ (ص167) ط/الآثار.
وفعلا كان توقيع الشيخ على هذه الوثيقة -مع ما فيها من أخطاء لا يقرها الشرع- فَتْـحَ باب خير للسنة كما تفرس الشيخ رحمه الله، فقد حصل الأمن والاستقرار وانتشرت الدعوة بسبب ذلك انتشارا عظيما لم يسبق له نظير من بعد الثلاثة القرون المفضلة كما صرح به العلامة المدخلي حفظه الله! ورحل طلبة العلم إلى الشيخ من شتى بقاع العالم بما لم يكن يخطر للشيخ على بال أو يدور له في خيال!!!
وكان الشيخ رحمه الله يرى أن الدعوة إلى الله برفق ولين أبلغ من الضرب بالمدفع والرشاش ويقول: «والأخ الرئيس -جزاه الله خيرا- يقول لنا: ادعوا إلى الله وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ولكن لا تغيروا بأيديكم -حتى لا تحدث فتن- وأنا الذي قلت: حتى لا تحدث فتن، فأقول: «نحن ما قد وصلنا إلى التغيير باليد، ونحن نرى أن الدعوة أبلغ من التغيير باليد، بل نرى الدعوة أبلغ من المدفع والرشاش، ونحن في بلد مسلم، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «الإِيْمَانُ يَمَانٌ وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ». ”الباعث على شرح الحوادث“ (ص 73).
ثانياً: حرص الشيخ على تفويت الفرصة على من يحاولون التحريش بين أهل السنة وبين غيرهم
كان الشيخ رحمه الله شديد الحفظ والرعاية للدعوة السلفية عن أن تصاب بما يعرقل سيرها أو يشوه سمعتها أو يعرضها للشماتة أو الفتن والخصومات وما شابه ذلك، فقد كان في هذا حاد الفكر بعيد النظر ألمعياً في غاية من الذكاء والتفطن لمكايد الأعداء في الداخل والخارج فيما نحسبه والله حسيبه، فلهذا نشر الله دعوته وكتب لها القبول والنجاح الكبير من غير سيف أو دم مهراق، ومن ذلك عدم الاستسلام للتحريش بين أهل السنة وبين غيرهم، بما يؤدي إلى المتاجرة بدعوة أهل السنة ودمائهم عن طريق الزج بهم في حروب خاسرة ومؤامرات دولية من صالح أعدائهم تُعرِّضُهم وتُعرِّضُ دعوتهم ومراكزهم للتشظي والانهيار والضعف والتشريد والشماتة من قِبَل الأعداء.
ومن كلامه في ذلك قوله رحمه الله: «ثم بعد ذلك إياك إياك أن يأتي شيوعي أو بعثي أو ناصري أو غيرهم من أهل الضلالة، ويريد أن يحرش بينكم أيها المصلون من أجل «آمين»، ومن أجل «حَيَّ على خير العمل» ومن أجل وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، أنتم إخوة، وربكم واحد، وكتابكم واحد، والذي يعمل بالسنن يؤجر ويثاب والذي لا يعمل بها يُخشَى عليه من الإثم بعد العلم وأن يُعَاقَب، لكن ذلكم الشيوعي أو ذلكم قاطع الصلاة الذي يأتي ويريد أن يحارش بين المصلين يشمت بنا يا أهل اللحى، من أجل أن يبقى يضحك علينا، ويقول: المطاوعة تضاربوا في المسجد، تضاربوا على «حيَّ على خير العمل»، نعم حيَّ على خير العمل بدعة لا تؤذن بها أنت، والتأمين أيضًا سنة تقول: «آمين»، لكن أخوك الذي يؤذن بها ويقول: حيَّ على خير العمل، أو لا يقول: «آمين»، ولا يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة، هو لا يزال أخاك المسلم وإن كان مبتدعًا.
فلا يجوز لنا أن نبقى نتخاصم في المسجد، أنا لا أقول: تعمل بالبدعة، ولا تظن أني أرخص لك تعمل بالبدعة، ولا أقول لك: ترسل يديك، ولا أقول لك: تترك التأمين، ولا أقول لك: تؤذن بحيَّ على خير العمل، لكن لا تتخذ الثاني عدوًا لك، من هو عدوكما جميعًا؟ هو الشيوعي والبعثي، فكونوا حكماء أيها الدعاة إلى الله، دعوهم يموتون بغيظهم، لا تُحدِثُوا فوضى ضجة، والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إنما بنيت المساجد لذكر الله» ويقول: «إياكم وهيشات الأسواق»». اهـ. بتصرف يسير من ” إجابة السائل“ (59-60)، وذكر نحو هذا في ”قمع المعاند“ (423).
وقال أيضا في” الباعث على شرح الحوادث“ (ص19) في شأن التحريش بين أهل السنة والإخوان المسلمين: «وقد أُخبرتُ أن وزير الأوقاف الشيعي المبتدع الآن يريد أن يشجع أهل السنة على أخذ بعض مساجد الإخوان المفلسين، لا، فلن نقبل هذا الشيعي أن يتدخل بيننا وبين الإخوان المفلسين، فأهل السنة عندهم صبر وصدور واسعة، وربما يُضرَبون وينتقم الله لهم، {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: ١٢٠]، فالحمد لله أهل السنة منصورون حتى وإن أُخذَت المساجد من أيديهم، وإن جلسوا يدرسون في الشوارع والأزقة». اهـ
وهكذا كان الشيخ حريصاً على عدم الاستسلام للتحريش حتى بين أهل السنة أنفسهم، سمعته ذات مرة في أحد دروسه العامة يقول: «اتصل بي الشيخ ربيع وقال لي: أقْسَمَ بالله بَعضُ الناس أنه سيحرش بيني وبينك، فاحذر هذا»، قال شيخنا فقلت له: «لو تناطحت الجبال ما اختلفنا ما دام يحكمنا الكتاب والسنة» اهـ .
وقد ذكر هذا الموقف الوالد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وعافاه في أكثر من مناسبة، فلله در الشيخ ما أحرصه على تفويت الفرصة على من يريد التحريش بين أهل السنة أو الزج بالدعوة السلفية في خضم الصراعات والفتن.
ثالثاً: حرص الشيخ على عدم تعريض الدعوة للشماتة أو إدخالها في خصومات ومشاكل
قال الشيخ رحمه الله في ”الباعث على شرح الحوادث“ (ص 74): «فلا ينبغي أن نكون سبباً في هزيمة دعوتنا وأن نساعد الأعداء في هذا، ينبغي أن نمشي ببطء ورفق ولين، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه». اهـ. باختصار
ويقول رحمه الله: «الآن بحمد الله وقتكم يا أهل السنة، لكن دعوة برفق ولين وبصيرة، والله عز وجل يقول لنبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: ٤٥]، فالتذكير يكون بآية قرآنية وحديث نبوي في فضل قراءة القرآن، وفي فضل الذكر، وفي فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وفي فضل اليمن، وفي التوحيد، بحيث لا تفتح مشاكل، فتدعو إلى الله برفق ولين، ونحن لم نقم بالواجب عند الذين يدعوننا، فلا نذهب ونصطدم مع هؤلاء المدبرين! فأقول لإخواني في الله: إنه يسوؤني جدًّا أن ترجع من رحلتك وقد فتحت لنا مشكلة! فلا، فإذا كان هناك مشاكل ففيه مساجد أخرى وأرض الله واسعة، وبحمد الله فأهل السنة يُطلَبون من جميع البلاد الإسلامية وليس من اليمن فقط، فما سددنا ربع عشر الفراغ». ”غارة الأشرطة“ (2 /140).
وذكر شيخنا رحمه الله في ”قمع المعاند“ (ص534-535) أنه لا يرغب في المشاركة في الجرائد والمجلات؛ خشية أن يرسل بالمقال فيعلقون عليه ويجعلونه سخرية فيشمت بنا الأعداء.
وكان ربما خالف شيخه الإمام محدث العصر الألباني رحمه الله في تصحيح بعض الأحاديث لكنه لدقة نظره وحرصه على عدم شماتة الأعداء يقرر ما يراه حقًّا في كتبه دون أن يصرح بمخالفته لشيخه الألباني رحمه الله، ذكر ذلك في ”غارة الأشرطة“ (1/291)، وانظر ”إجابة السائل“ (549-551).
رابعاً: تحذير الشيخ ممن يريد الزج بالدعوة السلفية في الفتن والخصومات
كان الشيخ رحمه الله يحرص غاية الحرص أن لا يرجع أحد من أهل السنة من بلدته أو رحلته الدعوية وقد أدخل الدعوة في شيء من المهاترات والمشاكل مع عامة الناس فضلا عن الزج بالدعوة بكاملها في الفتن والخصومات والصراعات!!!، ويحذر من ذلك قائلًا: «لا تنتصر الدعوة بالمشاكل والاصطدامات».
وقال: «أنصحك أن تمشي ببطء، مكث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بمكة ثلاثة عشر عاما وهو يدعوهم، وعامين في المدينة قبل الجهاد، ثم أذن لهم بالجهاد ما تقول: والله إذا تأخرتُ عن هذه القضية ستصير انهزام للدعوة! لا، أبغيك تتأخر وتتأخر وتتأخر، ما تُدخِل الدعوة في صراع، فلا تتبع شهوتك النفسانية، الشهوة ربما تريد الغلبة، فلا، لا بد أن تتأنى وتمشي ببطء والحمد لله». ” من فقه الإمام الوادعي“ (1 /54).
وقال رحمه الله: «ينبغي لنا جميعًا أن لا نمكن الفوضويين من الدعوة، فإنهم سيحطمون الجماعة، وستذكرون». ”السير الحثيث“ (ص438).
وقال رحمه الله: «كما أنني أنصح القائمين على الدعوة هناك أن لا يتسرعوا وأن لا يستفزهم الطائشون، فالطائشون سبب لضرب الدعوات!!! فقد ضُرِبت الدعوة في سوريا بسبب بعض الطائشين! وضُرِبت الدعوة بمصر بسبب بعض الطائشين! وضُرِبت الدعوة أيما ضربة بسبب جماعة الحرم! ... مسألة الطائشين الذين يتسببون لإحباط الدعوات، فهؤلاء يُعتبَرون نكبة على الدعوات ويرمون إخوانهم بالجبن!!!». ”غارة الأشرطة“ (1/305-306).
وقال رحمه الله: «الله الله أنكم تحرصون على أن تفيدوا الناس، «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن»، فلا ينبغي أن نشعل الفتن في المساجد، أنت ناجح في الدعوة إذا خرجت وأهل الخير وَجُلُّ أهل المسجد يقولون: جزاك الله خيرا». ”من فقه الإمام الوادعي“ (1/55-56).
ويقول رحمه الله: «وإذا أخرجونا من المسجد درسنا في الشارع، وهذا يعتبر دعوة أيما دعوة! سيقول الناس: ما لكم تدرسون في الشارع والمسجد بجانبكم ؟!». ”آخر فتاوى الوادعي“ (ص47).
وقال رحمه الله: «إياكم إياكم أن تنفروا العامة عن دعوة أهل السنة، «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا»، والأمر الذي لا تطيقه لا تتدخل فيه، أنت قدمت على بلدة تسأل إخوانك في ماذا أتكلم؟ حتى لو رأيتهم حماسيين شديدين قالوا: تكلم في موضوع كذا وكذا، لك أن تتكلم فيما ترى أن ينفع ويغيظ الأعداء، الأعداء يغتاظون إذا خرجت المحاضرة سليمة بدون مهاترة، والله المستعان». ”من فقه الإمام الوادعي“ (1/50-51).
هذا ما أردت نقله من نصائح وتوجيهات شيخنا ووالدنا الإمام الوادعي رحمه الله لأبنائه وإخوانه أهل السنة عموما وفي اليمن على وجه الخصوص، تجاه الفتن والمؤامرات التي تحاك ضدهم، لِوَأْدِ وإضعاف دعوتهم ومراكزهم والتخلص منها عن طريق الزج بها في أوحال الصراعات والفتن التي يخطط لها الأعداء، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: ٣٠]، فما على أهل السنة إلا أن يأخذوا بهذه النصائح والتوجيهات من هذا الإمام بعين الجد والاعتبار وأن لا يستفزهم الطائشون الذين حذر منهم الإمام الوادعي فإنهم سبب لضَرْبِ الدعوة وإيقاعها في حبائل الفتن والمؤامرات!!!
كما أنصحهم بالرجوع إلى العلماء وإجلالهم وتقديرهم، كما ننصح أهل السنة في اليمن أيضا بالرجوع إلى علمائهم الذين أوصى الإمام الوادعي رحمه الله بالرجوع إليهم عند النوازل والمدلهمات، فهم أعرف بالملابسات والفتن والمؤامرات الحاصلة في بلادهم من غيرهم، فأهل مكة أدرى بشعابها، وأهل البيت أدرى بما فيه، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / نور الدين بن علي بن عبد الله السدعي
في ”دار الحديث بمعبر“ -حرسها الله وسائر دور أهل السنة-
(17/10/1435هـ)