ماحكم الذهاب إلى السحرة والكهنة الذين يدعون علم الغيب

الزيارات:
4381 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم الذهاب إلى عند السحرة والكهنة الذين يدعون علم الغيب كالإخبار بمواضع السرقة وغيرها، والذين يعملون الحروز والتمائم وما حكم من يصدقهم وما حكم من يعمل هذا؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :

فالذهاب إلى الكُهان يعتبر محرمًا ، وهل يبلغ إلى الشرك ؟ سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى ، وقد جاء في حديث في < صحيح البخاري > لا أذكر صحابيه : إِنَّ قَوْمًا مِنَّا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ : " فَلَا تَأْتِهِمْ " .
وفي < صحيح مسلم > عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: " من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل صلاة أربعين ليلة " ، إذا أتاه وسأله ، أما إذا صدَّقه فهو يعتبر كافراً، لأنه صدَّق أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وجعله شريكًا لله عز وجل ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذكر خمسًا من علم الغيب لا يعلمها إلا الله ، ومنها : " ما تدري نفس ماذا تكسب غدا " .

فمن ادعى أنه يعرف المستقبل كصاحب بيت الفقيه فهو يعتبر كافرًا ، أو ادعى أنه يعرف موضع السرقة فهو يعتبر عرافًا ، ويعتبر كاهناً ، وهو وإن صدق فهو كاذب ، جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في شأن الشياطين الذين يسترقون السمع وصفهم سفيان بأنهم هكذا بعضهم على بعض أي وصفهم بأصابعه ، ثم يأخذ الكلمة فيلقيها إلى من تحته حتى تبلغ إلى من في الأرض ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه الشهاب ، واستراق السمع لم ينقطع مرة واحدة ، لكن انقطع أكثره ورميت الشياطين بالشهب ، لم ينقطع مرة واحدة ، فهو وإن أخبر بأمر غيبي وقال لك السرقة في موضع كذا وكذا ، لا يجوز لك أن تعمل على ما قال لك ، لا تسيء الظن بمن قال لك إنه سرق عليك ، ولا تذهب وتأخذ عليه من ماله ، أو تذهب وتعقر ماله إلى غير ذلكم ، لا تنفذ شيئًا بمجرد مقالة هذا الكاهن الكذاب ، لا تنفذ شيئًا من هذا ، فهو إن أخبر بشيء ولو صدق فهو كاذب ، وقد يكون إخباره من جهة القرين لأنه ما منا من أحد إلا وله قرين كما في الصحيح من حديث عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما منكم من أحد إلا وله قرين " قالت : وأنت يا رسول الله ؟ قال: " وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم " ، فيجوز أن قرينك قد أعطى الكاهن أو الساحر شيئًا من المعلومات هذا ، ويجوز أيضًا أنه أعطى قرين الكاهن أو الساحر شيئًا من المعلومات ، فلا يجوز لك أن تنفذ شيئًا ، لا يحل لك أن تسيء الظن بأخيك المسلم أو أن تذهب وتعقر عليه ماله، أو عنبه ، من أجل أن قال لك فلانٌ سرق قاتك أو فلان سرق دابتك ، أو سيارتك إلى غير ذلك كل هذا لا يجوز الاعتماد عليه والله سبحانه وتعالى أعلم .



تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف