حكم ما يسمي نفسه بمقذي الرسول

الزيارات:
3633 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
يوجد رجل يسمي نفسه بمقذي الرسول يذهب إليه المرضى مع قطع من القطن ويدفعون له مبلغاً من المال مع تلك القطع مع القطن فيضعها على ضريح الولي كما يزعم ثم يصبح فيوزع ذلك على أصحابها فيوجد في هذه القطنة دم ، وفي هذه عظم مكسور ، وفي هذه إبرة إلى غير ذلك ، فما قول الشرع في هذه المشكلة جزاكم الله خير الدنيا ونعيم الآخرة ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

فذلك الرجل يعتبر دجالاً من الدجاجلة ، وحكم الشرع فيه أن يعزر ، فإذا اعترف بما يفعل وكان مما يعمله الكهان والسحرة ، كان كافراً ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم في شأن السحرة : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " .

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " اجتنبوا السبع الموبقات - وذكر منها - السحر " .

وإذا عُرف من أمره أنه مجرد مشعوذ وملبس ودجال فهكذا ينبغي أن يعزر ، ولكن التعزير يكون بالسجن والضرب ، لا بأن يؤخذ ماله ، يرتكب الشخص المعصية أو ربما يسرق أو يزني ثم يفرض عليه أدب مال ، لا يفرض عليه أدب مالي ، ينبغي أن يسجن ويضرب ويعزر ويهان ، هذا إذا كان مشعوذاً .

أما أصحاب الحدود فتقام عليهم الحدود ، وقد يكون مشعوذاً ما عنده إلا الكذب ، فقد يكون عنده فرصة أن يأتي بدم في القطنة ، أو يأتي بعظم في القطنة الأخرى ، ويأتي بكذا وكذا ، هو أو الدجاجلة الذين يشاركونه ، وقد قبض أخونا محمد مسمار حفظه الله تعالى على دجال من يريم وسجن وضرب ، ثم قالوا : لا بد أن تخبرنا كيف تفعل ؟ فقال : إنه يخبئ له شيئاً من الطحال حتى صار ريحه منتناً ، ثم يأخذ المسبحة ، ويضع في خروق الخرز شيئاً من هذا ، وإذا وصل وأراد أن يجعل القطن على هذا كأنه يعد الحرز التي فيها ، ويجعل القطن على المسبحة وتخرج وفيها دم .

فغالبهم من الدجالين المشعوذين ، وواجب على العلماء ، ولا أقول : واجب على الحكومة فإنها قد تخلت عن واجبها ، لكن أقول : واجب على العلماء أن يقوموا بكشف أحوال هؤلاء الدجالين المشعوذين ، والذين أفسدوا عقائد المسلمين .

دجال مشعوذ يستطيع أن يخرج من بطنك أو من جسمك عظماً بدون عملية ؟!! هذا هو الدجل ، ولكن إلى الله المشتكى ، فكلما افتضح دجال من الدجاجلة وظهر آخر قالوا : لعل هذا ، ولعل هذا ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من أتى كاهناً فسأله عن شيئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

فحرام على المسلم أن يذهب إليه ، وحرام عليه أن يصدقه ، وهؤلاء الذين يصدقون المشعوذين كيف لو خرج الدجال ومعه جنة ونار ؟!! ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ؟!! ، ويأمر الخرب أن تخرج كنوزها فتخرج كنوزها ؟!! ، فهم الآن يتبعون الدجالين الذين ليس لهم معرفة بالأمور ، وليس إلا مجرد شعوذة ، ودجل على المغفلين والله المستعان .

----------------------
راجع كتاب قمع المعاند : ( 1 / 159 إلى 161 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف