الزهد في الدنيا

الزيارات:
5721 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
قضية الزهد : فقد اطلعت على حياة بعض الصحابة وزهدهم في الدنيا فهل من الزهد والتقى أن لا آكل كثيرا ولا آكل اللحم وألبس ثوبين فقط أحدهما للصيف والآخر للشتاء وخاصة في هذا الوقت الذي كثرت فيه الأمراض ؟ وأنا أطلب العلم الشرعي فأصبحت أتسائل عن أوسط الأمور وأعدلها دون تشدد وتكلف ودون تساهل وإسراف، فنتمنى التوضيح وخاصة المرأة المتزوجة كيف تتزين لزوجها إذن إذا كان هذا مفهومها للزهد ؟
نص الإجابة:
الأمر سهل في هذا ، من استطاع أن يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبالصحابة فهو أفضل ، وقد أتعب المسلمين أتعبتهم بطونهم وظهورهم ، أو ملابسهم .
فالاقتصاد يوفر على الشخص وقتاً ، وأيضاً يزيل عنه كثيراً من الهموم التي ربما تتدفق عليه بسبب ما يفكر فيه من تحصيل ملابس ، وتحصيل مطعم ومشرب إلى غير ذلك .
والزهد مرغبٌ فيه ، لكن لا على سبيل التحريم يقول الله سبحانه وتعالى : " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ " ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " ، ويقول سبحانه وتعالى : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " .
فإن استطاع الشخص أن يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو أفضل ، وإن لم يستطع فلا حرج في هذا ، أما الأمر الوسط فإنه لا بد أن ينظر في حالة أهل البلد الذي يكون الشخص متوسطاً في هذا ، ومن استطاع أن يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبالصحابة فهو أفضل ، ويمكن أن يذهب الشخص ويعطيه الله سبحانه وتعالى جمالاً ، ويعطيه الله سبحانه وتعالى محبةً في قلوب الآخرين كما قال سبحانه وتعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ " .

فالحاصل أنه ينبغي أننا ألا نحرم شيئاً أحله الله ، وأننا أيضاً لا نضيع أوقاتنا بتحصل الملابس الفاخرة ، والمطاعم الفاخرة ، والله المستعان .
وعلى كلٍ فينبغي لنا أن نقتدي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بحيث لا نشوه بأنفسنا ، أقصد من هذا أننا محتاجون إلى أن نبدأ بتعليم الناس حتى يفهم الناس سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فربما يتصددون من الشخص ولا يقبلون منه ، وقد رأى الخوارج - كما في ( سنن أبي داود ) - رأى الخوارج على ابن عباس حلية نضيفة فاخرة فقالوا : ما هذا يا ابن عباس ، فقال ابن عباس : لقد كسانيها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو بهذا المعنى .

--------------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 459 - 460 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف