حكم العمل في مكان يوجد فيه إختلاط ؟

الزيارات:
5584 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
أيها الشيخ الفاضل لقد كان الدافع على كتابة هذه الرسالة هو السلام عليكم أولا ثم سؤالكم ثانيا خاصة في هذا الزمان الذي أضحى فيه أهل السنة أنذر من الكبريت الأحمر كما يقال لكن رغم قلتهم ففضلهم بعد فضل الله كبير . شيخي الفاضل لا شك أنكم تعلمون فتوى شيخنا محدث العصر ناصر الدين الألباني - حفظه الله تعالى - حول الدراسة أو العمل في وسط الاختلاط . و أنا رغم قناعتي بذلك إلا أنني أصطدم بواقع معاشي هنا في الجزائر على غرر باقي الدول الإسلامية إلا النادر هذا الواقع وجود الاختلاط في جل القطاعات إن لم أقل كلها و لهذا لو قررت الانقطاع عن العمل فسأجد صعوبة كبيرة في الحصول على العمل المناسب . شيخي الفاضل لا أريد بهذه المقدمة أن أبرر عملي في ميدان الاختلاط إذ أني أعلم بالقاعدة القائلة : لا يقدم علم الواقع على علم الشرع ، و إنما أريد أن تزودني بصيرة من أمري بعلمكم النافع . فهل تنصحوني بالانقطاع من هذا العمل ؟ ما حكم ما جمعته من المال في مثل هذا العمل ؟ هل أستطيع استثماره ؟ هل يكون عملي هذا سببا في عدم إجابة الله لدعائي لأن الرسول - صلى الله عليه و على آله و سلم - يقول في حديث له طويل : " أنى يستجاب له و مطعمه حرام و مركبه حرام و ملبسه حرام " ؟
نص الإجابة:
أما العمل الذي فيه اختلاط بين الرجال والنساء فالأمر كما يقول الشيخ الألباني - حفظه الله تعالى - .
و أنت إذا تركت عملك لله فالنبي - صلى الله عليه و على آله و سلم - يقول : " من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه " .
و رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " .
ويقول أيضا : " وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ " .
ويقول أيضا : " ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا " .
ثم سلامة القلب و البعد عن الفتن أفضل من المعيشة لأن الله سبحانه و تعالى يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه و على آله و سلم - : " لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى " .
فالله - سبحانه و تعالى - قادرٌ أن يهيئ لك سببا ن و ما أكثر الشباب في مصر ، والشباب في أرض الحرمين و نجد ، والشباب أيضا في اليمن الذين تركوا هذه الدراسات الجاهلية و إن لم يكن بها اختلاط و أقبلوا على العلم النافع و على الحرف الحرة فرزقهم الله وأغناهم الله ، ولقد كان عند بعضهم في نجد رتبة الضابطية ثم تركها وذهب يزرع و يخبرني أنهم في نعمة وربما لا يدرون عدد مالهم بسبب كثرته .
فأنت لا ينبغي أن تضيق بهذا الأمر ذرعا .

أما المال الذي اكتسبته فيمكن أن تستثمره لأنك فرد من أفراد الشعب ، وهو من مال المجتمع ليس من مال الرئيس ولا مال فلان و لا فلان بل هو من مال الشعب و أنت لك حق في هذا المال فلا بأس أن تستثمره ، و لا مانع من هذا
و الحديث لا يتناوله الذي هو : " ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له " .

--------------
من شريط : ( أسئلة شباب الجزائر )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف