مقتل الشيخ جميل الرحمن

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا(1)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى(2).

وروى الإمام أحمد في «مسنده» عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمره أن يقول الحق ولو كان مرا. وفي «الصحيحين» عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

هذه الأدلة تحتم على المسلم فضلا عن الداعي إلى الله أن يقول كلمة الحق في حدود ما يستطيع، ويحرم عليه التلبيس من أجل أغراض دنيوية، أو من أجل حزبية أو غير ذلك.

وقد جاءتنا الأخبار المفزعة المقلقة بما حصل في أفغانستان من قتل أخينا جميل الرحمن -رحمه الله تعالى-.

وهذا أمر مهيأ له من زمن، فقبل سنتين وسائل أعداء الإسلام تشن هجوما على العرب الموجودين في أفغانستان بأنهم وهابية، وما زالوا يتهددون العرب هناك، والعرب جزاهم الله خيرا ذهبوا ليقاتلوا في سبيل الله لا لأجل مغنم، ولا لأجل أمر دنيوي، ولكنهم ذهبوا ليقاتلوا في سبيل الله، يعرف ذلك إخوانهم الصالحون من أفغانستان.

وقبل أيام زارنا أخونا في الله محمد الأشموري وكان طالب علم عندنا، فيقول: إن الشباب هنالك يطلبون منك أن تتكلم في شريط، وذلك أن (حكمتيار) قد وجه قواته إلى (كنر)، بل أعظم من هذا يقول: تقدمنا إلى موقع من المواقع الذي به أعداء الإسلام فاحتللناه، ثم لن نشعر إلا بالرماية من خلفنا، ثم يقول: أحيط بنا وأسرنا، أحاط بنا أصحاب (حكمتيار) وأسرونا، حتى حصلت وساطات وفكوا أسرنا، والشباب هنالك كانوا في حيرة شديدة، جازاهم أعداء الإسلام جزاء سنمار. وبعد هذا حدث ما حدث، من قتل أخينا (جميل) وقبله احتلال أكثر أماكن (كنر).

أما قتل أخينا (جميل) فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا(3)، ويقول: ﴿فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون(4)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة(5)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم(6).

فهذا أجله، أنه سيقتل -رحمه الله تعالى- وأرجو أن يكون في سبيل الله، لكن الشيء الذي يتعجب منه أو الذي يدهش هو: لم كان العرب الذين عند أخينا (جميل الرحمن) وهابية؟! وعند (سياف) وأصحابه لهم التقدير والإجلال، ويقدرونهم غاية التقدير؟!!

أخونا (جميل الرحمن) -رحمه الله تعالى- قام بمدارس تحفيظ قرآن، وبدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وقام في مجلة (المجاهد) بنشر فوائد ونصائح للعلماء. وأعتقد أن ما فعله (حكمتيار) من باب: رمتني بدائها وانسلت، فهو عميل لأمريكا ولأعداء الإسلام، وهم من قبل مدة يشنون على المجاهدين بأنهم وهابيون. فمن الذي حقق لهم ما يريدون؟ إنه (حكمتيار) وأصحابه الآخرون. بل الأحزاب السبعة تمالأت والحمد لله عندنا وثائق قدر مجلد صغير وصلت هذه الوثائق في اليوم الثامن من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وألف (8 ربيع أول 1412ه).

وبعد ذلك اتضحت الحقيقة، وعرف الناس أنه أمر متواطأ عليه بين الأحزاب كلها، وبين الإخوان المفلسين وإلا فما معنى المقابلة التي نشرتها جريدة (الصحوة) لا بارك الله فيها مع (حكمتيار) وتسأله عن ولاية (كنر)؟ فيقول: (إن بها عملاء لأعداء الإسلام). فهذا تمهيد وما معنى أنه أشيع في (الرياض) قبل مقتل أخينا (جميل الرحمن) بيوم أنه قد قتل، وكانوا يذهبون إلى أفغاني صاحب مطعم ويقول: (لا، لم يقتل، سيأتيكم الخبر بعد العصر يوم الجمعة). وبعد عصر يوم الجمعة جاء الخبر بقتل أخينا (جميل الرحمن) -رحمه الله تعالى-.

ولبس الإخوان المفلسون على كثير من أهل العلم حتى قالوا: (إن الجهاد الأفغاني فرض عين) وهذا كلام من لا يدري، وهذه فتوى من لا يدري، أن يقال: الجهاد في أفغانستان فرض عين فمعناه أن المسلمين في جميع البلاد الإسلامية يجب عليهم أن يذهبوا جميعا ويبقوا في أفغانستان حتى يطهروها من الشيوعيين، وبلاد المسلمين ملغمة بالشيوعيين والبعثيين والناصريين وليس لدى الأفغانيين ما يقومون به لو أتاهم المسلمون، فهذه الفتوى مهزلة.

وأيضا تلبيسات أخرى، والذي يظهر أن مقصودهم هو ألا توجد دعوة سنة، كما تحاملوا علينا قبل هذا هنا: لماذا تسمون أنفسكم أهل السنة؟ فأنتم متشددون، وأنتم منفرون، وهذا الاسم منفر تسمون أنفسكم بأهل السنة، وهكذا، يهمهم ألا يوجد في الساحة غيرهم، وقد درسنا أحوالهم وإلا فمدارس تحفيظ القرآن يجب أن تشجع أم يجب أن تحطم كما قال الخبيث (حكمتيار)؟.

وقد ذهب أحد إخواننا إليه وقال له: مدارس تحفيظ القرآن، وإقامة الحدود. قال: لا ليس هذا وقتها، بل نبدأ أولا بهؤلاء الوهابية، الذين يريدون طمس تراثنا -يعني تقاليدنا-. وهكذا فقد كفروا شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ ابن باز وجمعا من علماء المسلمين، فالخرافة في أفغانستان لا تنكر ولا ينكرها إلا أعمى البصيرة، فقبور مشيدة، وحروز وعزائم، ودعاء واستغاثة بغير الله، والطامة الكبرى (صبغة الله مجددي) الذي وثب على السلطة. (صبغة الله مجددي) صوفي حلولي، عميل لأمريكا، وعميل لإيران، وعميل لنجيب الله، وعميل لظاهر شاه، وقد ذهب إليه وقالوا له عن هذا الأمر، فقال: إن الأحزاب السبعة ستقدم على (كنر) إلا أن يتراجع. فهذه هي الطامة الكبرى.

ومنذ زمن قلنا لإخواننا إننا لا نتوقع أن تقوم دولة إسلامية في أفغانستان، وجزاهم الله خيرا فقد قاموا بهزيمة الروس وبكسر الروس، فيشكرون على هذا، أما قيام دولة إسلامية في أفغانستان فأول من يحاربها حكومات المسلمين.

وقبل سنتين كتب إلي الأخ (جميل الرحمن) -رحمه الله تعالى- وقال: إننا قادمون على انتخابات، فهل ندخل فيها؟ وإذا لم ندخل فيها وعزلنا فسيحولون بيننا وبين الدعوة.

فأجبت عليه: أنني أنصحك ألا تدخل في الانتخابات لأنها طاغوتية، ثم دخل فيها وأنا أعتبره مخطئا.

والدعوة لها الله، فلا يستطيعون أن يحولوا بينك وبين الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فما استطاعت الحكومات ذوات السلطة أن تحول بين الدعاة إلى الله في مصر، ولا في اليمن، ولا في السودان، ما استطاعت الحكومات بحمد الله أن تحول بين الدعاة إلى الله، وبين الدعوة إلى الله. فهذا الذي كتبت له.

وهؤلاء الذين يقولون وهابية، ماذا يعنون بوهابية؟ أنهم يتمسكون بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهو أمر مخطط سياسي من قبل الأتراك، وزيني دحلان، وعلماء السوء هم الذين ولعوا بهذه الكلمة، وإلا فالوهابية ليس لهم مذهب إلا كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

فهل يقال: إن تخريب القباب المشيدة على القبور وهابية؟ لا، النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبرا مشرفا إلا سواه، ولا صورة إلا طمسها. رواه مسلم.

وقال: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ إني أنهاكم عن ذلك» رواه مسلم عن حديث جندب -رضي الله عنه-.

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». وأمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ألا يبنى على القبور، ولا تجصص، وأمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في «صحيح مسلم» بتسوية القبور.

وأيقال أن نهي الناس أن يدعوا غير الله: وهابية؟! فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك(7)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلونوإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين(8).

أيقال أن أخذ الحروز والعزائم ممن كانت عليه: وهابية؟! لا، النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ينهى عن هذا، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته(9). والأدلة على هذا متكاثرة، لكن الأعاجم مساكين ربما يعذرون، لكن هذا المفلس الذي يذهب ويغض الطرف ويقول: نحن نجاهد الشيوعية، لا الشرك. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- جاهد هذا وهذا، أزال الشرك وجاهد الكفار فينبغي أن نجمع بين هذا وهذا.

أما الحزبية فهذا شيء من آثارها المقيتة، أن يعادى أولياء الله، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول فيما يرويه عن ربه: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب». فما ظنك بمن قتل أولياء الله، ومن عطل مدارس تحفيظ القرآن، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما(10). والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه». ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في «صحيح البخاري» من حديث ابن عمر: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما». ويقول أيضا كما في «الصحيحين» من حديث ابن مسعود: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء». ويقول أيضا كما في «الصحيحين» من حديث ابن مسعود أيضا: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة».

ولاعتدائهم على المسلمين فأنا أقول: إنها لا تجوز مساعدتهم لأنهم يقتلون الدعاة إلى الله ويقتلون من ينكر هذه الأمور وينتهكون حرمات المسلمين.

فيجب على الإخوان المسلمين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، فقد لبسوا على الناس في شأن (الخميني) ثم انكشف الأمر، ولبسوا في شأن (صدام) وانكشف الأمر، ولبسوا في شأن (عمر البشير) وعرف الأمر عند أن ذهب إخواننا إلى السودان، فحرام عليهم أن يتعصبوا للحزبية بالتلبيس.

من زمن قديم وهم يقولون (جميل الرحمن) أضر على المجاهدين من الشيوعية، و(حكمتيار) يقول: بهم نبدأ، ثم نتوجه إلى الشيوعية. فهؤلاء لا يقاتلون الشيوعية إذا كان الأمر كذلك، فإنه لا يحصل نصر إلا باستقامة: ﴿وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا(11)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم(12)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم(13).

ولسنا نزهد في الجهاد في سبيل الله، لكن ينبغي أن تعلم من تجاهد، ومع من تجاهد، وما هي النهاية إذا تمت الدولة (لحكمتيار)؟ إشادة القباب، والتمسح بأتربة الموتى، ودعاء غير الله، العمالة لأمريكا. أنا متأكد أنه مدفوع من قبل أمريكا ومن قبل أعداء الإسلام، فلا يقول: هؤلاء عملاء لأمريكا، إلا من باب: رمتني بدائها وانسلت، وإلا فلا تستطيع جماعة (حكمتيار) ومن معه أن يدخلوا إلى (كنر)، وعند أن حملوا على (كنر) لم يطلق عليهم الشيوعيون طلقة واحدة، فهذا دليل على تمالؤ بين أعداء الإسلام.

سيقولون ممكن أن ننفذ كل شيء وتصطلح الأحزاب، لكن هؤلاء الذين يتمسكون بالكتاب والسنة سيبقون في طريقنا، فنبيدهم من قبل أن يعرقلوا ما نريد، و«إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكما جاء أيضا في «الصحيحين» عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».

حرام، حرام، أن تعطى تلك القوات للسفهاء، يجب أن تكون بأيدي عقلاء لا يوجهونها إلا إلى الشيوعيين وإلى الأمريكيين وإلى أعداء الإسلام. أما أن توجه إلى المسلمين فهذا أمر خطير، والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه، التقوى هاهنا التقوى هاهنا، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» فمالهم خضعوا لهذا الطاغوتي (صبغة الله مجددي) الذي اجتمعت فيه كل خصال الشر؟!! ولماذا لم يعزلوه إذا كانوا صادقين؟!! فالمسألة مادة، فقد أخبرت أن بعض تجار أرض الحرمين ونجد، وهو تاجر واحد قدم في عام واحد: خمسين مليونا وهي زكاته يوجهها إلى أولئك. وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم».

ثم مدبر من المدبرين وجويهل كان يريد أن يشعلها هاهنا في اليمن، إذا قيل له: أعط لطالب علم يريد أن يتزوج، أو يبني له بيتا. قال: لا. وإذا قيل له: هات لنا مدفعا ورشاشا. قال: خذوا!! فأنا أقول: إنه جويهل، ما درى باليمن، وما اليمن عليه، فلا نحتاج إلى مدفعك ورشاشك بل ندعو إلى الله وإلى كتاب الله، ونسأل الله أن يزيل الشيوعيين وأن يطهر بلدنا من الشيوعيين والبعثيين والناصريين.

والحمد لله لو اتحد أهل الخير لاستطاعوا أن يقضوا على الشيوعيين في شهر واحد، يبغضونهم إلى الناس حتى يتركوهم مثل الكلاب في نظر الناس، وهم سيتنازلون أو ينازلهم الشعب نفسه.

ينبغي أن نتأنى في الأمور، ولا نسند الأمور إلى الجهال، انظروا عاقبة إسناد الأمور إلى الجهال كيف تسلط (صبغة الله مجددي)، ثم تلبيسات عند الإخوان المسلمين فربما يقولون: والله صحيح (صبغة الله مجددي) هذا رجل صوفي ومشرك لا خير فيه، لكن اسكتوا. فكيف نسكت على هذا ولا نخذل عن الجهاد في سبيل الله، وفي النهاية هذا الطاغوتي يصعد على الكرسي (صبغة الله مجددي).

وقد كنا سمعنا (بحكمتيار) أنه اعتزل وقال: هذه حكومة مؤقتة لستة أشهر، ولكنها الدنيا. والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه». فحب الشرف والمال والزعامة هو الذي يجعل الشخص يضطرب وله في كل يوم موقف ويتلون فنحن ينبغي أن نبين للمسلمين حال الجهاد في أفغانستان أنه قد أصبح صراعا وطنيا والشيوعية أصبحت هذه الأيام في مأمن.

ثم ماذا يفيدنا أن يتقدموا ويقضوا على الشيوعية وهم يحاربون الدين: ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض(14). فعند أن أمن الأخ (جميل) بلده، وأقام بعض الحدود، وأقام بعض مدارس تحفيظ القرآن ومعاهد حتى أصبح الشباب هنالك كأنهم في مكة أو في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. ومن العجائب والغرائب أن (حكمتيار) وأتباعه يسخرون ممن يقول لهم: أين الله؟ أو أن لله يدا أو أن لله وجها وهكذا سائر الأسماء والصفات، ويقولون: هؤلاء وهابية، وهؤلاء مشبهة، فسخروا وسائل إعلامهم لمحاربة سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ثم هذه الجريدة الممسوخة التي تسمى بجريدة (الصحوة) -والتي ينبغي أن تسمى بجريدة (الغفلة)- ما تستحيي أن تثير فتنة وتشجعها من أجل أن (جميل الرحمن) أبى أن ينضم معهم، فقد جاء أناس من الإخوان، وقالوا له: لا تشق العصا. فقال: ابغوني ثلاثة أحزاب وأنا رابعهم نتفق جميعا. فذهبوا إليهم، وأبوا، ثم رجعوا إليه وقالوا له: لا تشق العصا. قال: ائتوني بحزبين وأنا ثالثهم. فذهبوا إليهم وأبوا، ثم رجعوا إليه وقالوا له: لا تشق العصا. قال: ائتوني بحزب ينضم معي وأنا معه. فذهبوا إليهم، وأبوا، ثم رجعوا إليه وقالوا له: لا تشق العصا. فقال: إذا أنا أنضم إلى فلان -وهذا ليس من أحزاب الإخوان المسلمين- فقالوا: أما هذا فلا.

فأهل السنة مشغولون بالتعليم وبالدعوة إلى الله، وبالتأليف وبتفقد أحوال المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، والإخوان المسلمون مشغولون بإعلامهم وبحزبيتهم، ومستعد كبيرهم أن يلقى السني بالوجه السني، ويلقى الصوفي بالوجه الصوفي، ويلقى الشيعي بالوجه الشيعي، ويلقى الفويسق بالوجه الفويسق. ومن أجل هذا فالناس يلتفون حولهم لأجل المصالح، فالتفاف الحزبيين حول بعضهم البعض من أجل المصالح، وإلا فالله سبحانه وتعالى ذم الحزبية، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء(15)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها(16)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون(17)، وهذه الحزبية يقول الله سبحانه وتعالى فيها: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم(18)، ويقول في شأن اليهود: ﴿تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى(19).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة» انتهى الحديث عند أبي داود، وزاد: «كلها في النار إلا واحدة» من حديث معاوية، وقد سئل عن الفرقة فقال: «هي الجماعة».

فينبغي لنا معشر اليمنيين أن نتخذ عبرة بأولئك الذين أصبحوا يوجهون مدافعهم إلى بعضهم البعض، وكذلك الحزبية في لبنان. ويقول أحد الأخوة القادمين من السودان: الحزبية أنهكت السودان وأضعفت قواه، حتى إن هذه الحكومة عند أن أرادت إلغاء هذه الحزبية أصبحت في تعب ومشقة، لأن الحزبية قد أنهكت قوى البلد وقوى الدولة، فصاحب الحزب قد يكون محافظا وهو شيوعي أو بعثي أو ناصري، وهل يهمه أن يرقى البلد ويطور البلد؟ بل يهمه أن يرقى حزبه وأن يطور حزبه ويلمع أصحابه ويوظف أصحابه، من أجل هذا فأي حزبية تدخل بلدا تمسخها، وقد وقع في اليمن ما وقع والله أعلم بالعاقبة وبالخاتمة فنخشى أن تلحق بلدنا بلبنان، وبأفغانستان.

أسأل الله العظيم أن يحفظ علينا ديننا وأن يعيذنا من الفتن. والحمد لله رب العالمين.

*****

السؤال 9@ يقول (جلال الدين حقاني) إذا أصدرنا عملة أفغانية صورة من نعمل؟ هل هذا الكلام يوافق الإسلام أم يخالفه؟

الجواب: الصورة لا يجوز وضعها على العملة، والعملة التي فيها صور محرمة، لأن الصور من حيث هي محرمة: «إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة».

السؤال 10@ الذين يلمزوننا وإخواننا هنالك بأننا وهابية وقبل كل شيء لسنا راضيين بهذا، فهل هذا صحيح؟

الجواب: لنا شريط في (حول كلمة وهابية) فإن شاء الله يضاف إلى هذا البحث ويخرج إن شاء الله في كتاب بإذن الله تعالى، وكذلك تكلمنا على فرقة العرب أنفسهم في (الدفاع عن العلماء)، حتى لا يلبس الملبسون على المجتمع، ويرونهم أنهم يقاتلون في سبيل الله، والواقع أن (حكمتيار) ومن معه يقاتلون في سبيل الشيطان، وإلا فلو كانوا يقاتلون في سبيل الله لأذعنوا لكتاب الله ولسنة رسول الله: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما(20)، ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم(21).

فالذي يقاتل في سبيل الله يخاطر بنفسه ويقدم نفسه إلى المعركة وإلى الموت فكيف يلقى الله وهو على شركيات، أو يدافع عن الشركيات، لا بد من تنقية وتخليص العقيدة، والله المستعان.

السؤال 11@ انتقدتم كثيرا في الشريط الإخوان المسلمين، فهل انتقادكم في هذا وفي غيره للإخوان لأنهم إخوان، أم لأنهم جعلوا الدعوة إلى حزبيتهم أعظم من دعوتهم إلى الإسلام مع أن هناك فرقا إسلامية من أهل السنة تمشي على نفس الخط؟

الجواب: نحن لا ننتقد الإخوان لأنهم إخوان، لكن ننتقدهم لأنها غلبت على دعوتهم الحزبية، وأصبح أحدهم ربما يرحل من بلد إلى بلد ويدعو الناس إلى حزب التجمع الطاغوتي، أو يدعو الناس إلى أي حزب من أحزاب الإخوان المسلمين. أما لمجرد تسميتهم بالإخوان المسلمين فلا ولكن هؤلاء يحاربون السنة وأهل السنة، ولو استطاعوا أن يقضوا على الدعوة هاهنا في دماج لفعلوا، والله المستعان.

السؤال 12@ الحرب التي وقعت بين المسلمين في أفغانستان، هل هي فكرة حزبية أم عقائدية؟ وما توقعاتكم على افتراض أحد الأمرين؟

الجواب: الذي يظهر لي أنه أمر مدفوع من قبل أعداء الإسلام وأنه مستأجر؛ لأن أعداء الإسلام يعرفون مكانة السنة ومكانة أهل السنة في نفوس الناس، فهم لا يخافون من الحزبيين ولا يخافون من مدافعنا ولا من رشاشاتنا، ولكن يخافون من المتمسكين بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهم يعرفون أنهم يستطيعون أن يداروا الإخوان المفلسين بمركز أو بوزارة أو بكرسي، ثم يتنازلون عن دعاويهم وعما يريدون. لكن أصحاب السنة متمسكون بالكتاب والسنة، ولا يحكمون إلا الكتاب والسنة، ولا يتنازلون إلى أمور دنيوية.

فقد بلغني أن أمريكا قالت لزعماء مصر: إنكم تهتمون بجماعة الجهاد، وأمر جماعة الجهاد ظاهر لكن هناك من يعلم ويخرج رجالا وهم أصحاب الإسكندرية. فأصبحت الحكومة المصرية تتنكر لأصحاب الإسكندرية. فأعداء الإسلام يخيفهم التمسك بالكتاب والسنة، والدعوة إلى الكتاب والسنة، فلا يخيفهم التمثيليات ولا تخيفهم الأناشيد، والله المستعان.

السؤال 13@ هل الجهاد ضد (حكمتيار) واجب؟ أم ماذا يعمل في مثل هذا الأمر؟

الجواب: يتوقف فيه فلا يقاتل إلا إذا كان من باب الدفاع فيجوز أن يقاتل، وإلا فنحن لم نكفره لكن نعتقد أنه عميل لدولة من أعداء الإسلام وأنها هي التي حملته على هذا.

السؤال 14@ ما نصيحتك لمن أراد الجهاد في أفغانستان هذه الأيام وخاصة بعد هذه الفتن التي تدمي القلوب؟

الجواب: أنصحه أن يتأنى حتى تأتي أخبار من إخواننا أهل السنة هنالك، وإذا كان الأمر مهيأ أن يقوموا بمواجهة أعداء الإسلام، أما تحت هذه الرايات الجاهلية فأنا لا أنصح أحدا أن يذهب إلى هنالك ويقاتل تحت راية (حكمتيار) أو راية (سياف) أو راية (صبغة الله مجددي) فقد ظهر نفاقهم، وأنهم لا يحاربون لأجل الدين، بل يحاربون لأجل الكراسي. والله المستعان.

السؤال 15@ قبل أيام من قتل (جميل الرحمن) عقد اجتماع في إيران بين بعض قادة المجاهدين ووفد من الحكومة الإيرانية والباكستانية واتفقوا على الحل الدولي لحل القضية الأفغانية، فهل هذا له علاقة بقتل (جميل الرحمن) واحتلال بلدته؟

الجواب: يحتمل أنه من قبل إيران أو من قبل أمريكا، ويحتمل أنه من قبل حكومة من حكومات المسلمين، فإنه يحزنها ويقلقها ويخيفها ويزعجها ويذعرها أن توجد حكومة إسلامية تحكم بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

السؤال 16@ لقد وصفت الإخوان المسلمين بالمفلسين ما هي أسباب الإفلاس؟

الجواب: هم مفلسون في السياسة، فقد أصبحوا كالكرة فإن جاءهم حزبي أو شيوعي أو بعثي أو ناصري انضموا معه من أجل أن يتوصلوا إلى الكراسي، ولكن الكراسي لا تأتي بالانتخابات والتصويتات، لا تأتي الكراسي إلا بعمل للإسلام. وفي العلم أيضا مفلسون، ولكن الذي عنيته أنهم مفلسون في السياسة.

السؤال 17@ هل مرارتك وغضبك على مقتل (جميل الرحمن) لأنه سلفي أم لأنه مسلم؟

الجواب: لأنه سلفي أكثر، لأن السلفيين وأهل السنة وأهل الحديث هم زبدة المسلمين وهم خيار المسلمين، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: إن خطأ المحدثين والسلفيين وأهل السنة ليس بشيء إلى أخطاء المبتدعة. فكونه سنيا أحب إلينا من أن يكون مجرد مسلم.

السؤال 18@ بعد قيام الوحدة بثلاثة أيام وافق أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني في مجلس النواب وصوتوا على قرار ضد تجنيد المرأة، بينما في هذه الأيام صوتوا على قرار يجب فيه أن تجند المرأة. فما علة ذلك؟

الجواب: هو أمر سياسي، يريدون أن يكسبوا رضا الشعب بهذا وأنهم لا يريدون مخالفة الإسلام وتحطيم الإسلام. والآن يرون أنفسهم قد تمكنوا بعض التمكن، ولو أنهم تمكنوا لرأيتم منهم أسوأ وأسوأ، ولكن الواجب على خطباء المساجد وعلى الدعاة إلى الله أن يعطوا هذا الأمر قسطه فإنه يعتبر هتكا لأعراض اليمنيين، ولأعراض المسلمين.

السؤال 19@ بشأن المساعدات: إن لم توجد جماعة فهل يجوز أن يساعد هؤلاء على ما فيهم من الشر؟

الجواب: أرى أنهم لا يساعدون، لأنهم لو تمكنوا وأقاموا دولة فستكون دولة قبورية، ودولة أمريكية أو دولة روسية، ويمكن أن يستخلص منهم المستقيمون ويساعدون، والله المستعان.

السؤال 20@ كنت قبل أيام توصي من أراد أن يستنصحك في الجهاد أن يذهب عند (حكمتيار) أو (جميل الرحمن). فهل كانت الأخبار التي تبلغك غير الأخبار الصحيحة؟

الجواب: أما (حكمتيار) فقد بلغني أنه إذا سئل عن العقيدة يجيب بمذهب السلف إذا كان عند العرب، لكن إذا كانت عند الأفغان يراوغ. وقد اتضح الآن أنه انقلب على عقبيه. ولا أذكر أنني قلت: يذهب عند (حكمتيار) لكن أقول: عند (جميل الرحمن) أو عند (أسامة) فلما عرفت الحزبية عند (أسامة) لم أرشد إليه فالله المستعان.

السؤال 21@ كيف نستطيع أن نكون حكومة إسلامية إذا لم نرد الكراسي ونتركها للشيوعيين؟

الجواب: إذا كان الكراسي تحكم الكتاب والسنة فذاك. أما أن ندخل في المناصب على أنصاف حلول فهذا لا يجوز، فنغض الطرف ونرحب بالديمقراطية، واحترام الرأي والرأي الآخر، والقوانين الوضعية نقضي بها إذا كنا قضاة، فهذا لا يجوز.

أما إذا كنا نحكم بالكتاب والسنة ونمكن فذاك، وأما أن يطلب منا أن نحكم بالقوانين الوضعية فالله عز وجل يقول: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون(22)، ويقول: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون(23).

السؤال 22@ هل الواجب على العلماء الذين هم مع الإخوان بعد هذا الحادث الأليم أن يتركوا الإخوان ويتجهوا إلى الإسلام الصحيح المتمثل بالكتاب والسنة؟

الجواب: قلت هذا منذ زمن عندما ألفت (المخرج من الفتنة) وعرفنا خداع الإخوان المسلمين: إنه يجب على علمائهم أن يتخلوا عنهم، ومن لم يتخل عنهم فهو منهم، بعد هذه الأمور ووضوحها، فدعوتهم مبنية على التلبيس، وهناك مصالح، فالعالم هذا من يجمع له الجمع الكبير ممن يصوت له حتى يكون في مجلس النواب؟! فهي مسألة مصالح، وليست مسألة دين.

السؤال 23@ هل الذي يسجل في الحزب الاشتراكي يكون كافرا؟

الجواب: إذا كان يعتقد مبادئ الحزب الاشتراكي فهو كافر، وإذا كان يجهل فهو ضال أضل من حمار أهله.

السؤال 24@ إذا ترك الإخوان المسلمون التحزب إلى جماعتهم، وتقديس مشايخهم، واعتقاد ألا ننصر الإسلام إلا عن طريقهم، ورجعوا إلى كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأن ينصر الإسلام من أي طريق كان موافقا لشرع الله هل ستتوب منهم؟

الجواب: نعم، أود هذا وأتمنى أن يكون الأمر كله كذلك، والسلطة لهم إذا جاءت سلطة، وأنا أجلس أعلم وأدعو إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولو أكون خادما فلا يضر بحمد الله وهذا الذي نتمنى.

السؤال 25@ هل هناك فرق بين انتقادك على الإخوان والتجمع وانتقاد غيرك من السلفيين؟

الجواب: أنا قد ذقت مرارتهم في اليمن، فمنذ بدأت الدعوة هنا وهم يحاربونني بالتنفير وبالابتعاد بشبابهم عني، فبسبب هذا وهذا ومعرفة ما هم عليه من العقيدة أتحامل عليهم أكثر، وهم يتحملون فهم يعرفون أن الذي أقوله حق.

في ذات مرة زارنا رجل من صنعاء وهو كبير السن فصرنا نضحك على الكلام الذي أقوله وهو يقول: هم يعلمون أن هذا الكلام حق وإلا فما كانوا يصبرون على هذا الكلام.

السؤال 26@ سمعنا شريطا للشيخ الألباني حفظه الله، بأن السلفيين أو السلفية الجديدة يحذون حذو الإخوان، فهل سلفيو اليمن إخوان الفكر والمنهج أم أن هنالك فرقا شاسعا بينهم وبين الإخوان؟

الجواب: بل بينهم فرق، إلا أن أصحاب جمعية الحكمة تأثروا بدعوة (عبدالرحمن عبدالخالق) وإلا ففيه فرق، فسلفيو اليمن يؤمنون بأسماء الله وصفاته، ولا يقتحمون في كثير من المخالفات الشرعية.. والله المستعان.

السؤال 27@ وهل هم متحدون في الولاء؟

الجواب: لا، ليسوا سواء السلفيون(24) أفضل إن شاء الله.

السؤال 28@ إذا كنتم تحذرون من المشاركة في الانتخابات فكيف يصل المسلمون إلى الحكم وتحكيم الشريعة؟

الجواب: الذي يظن أنه سيصل بالانتخابات فهو مغفل! مغفل! مغفل!، الذي يصل إلى الانتخابات هو الذي يكون عنده ملايين الدولارات الأمريكية، وفي الليل يذهب إلى مشايخ القبائل وإلى الضباط وإلى كذا وكذا، فهذا هو الذي سيفوز في الانتخابات، وعلى فرض أنه فاز في الانتخابات الصالح، فالحكومة ستوجه له المدافع والرشاشات، فهم ليسوا مستعدين أن يعطوها بالانتخابات، فنحن نعلم إن شاء الله في حدود ما نستطيع، والوصول إلى السلطة تكون بتقوى الله والعلم والعمل والدعوة إلى الله وإعداد العدة في حدود ما يستطاع والله المستعان.

السؤال 29@ نخشى يا شيخ أن يكون السائل من المفلسين، موجود بيننا ويدافع عنهم فما هو ردك على ذلك؟

الجواب: ما شممت منه رائحة الإخوان المفلسين، وإلا فكنت أعطيه قسطه ولو كان بجانبي.

السؤال 30@ ما نصيحتكم للمسلمين عامة ولأهل اليمن خاصة؟

الجواب: الذي أنصحهم أن يرجعوا إلى علمائهم لأن المسألة أصبحت ملتبسة بسبب كثرة الدعاة إلى الله، لكن أي علماء؟ العلماء الذين لم تستعبدهم الحكومات، فلا تقول لهم: اخطب في الوحدة، ويخطب في الوحدة، واصدر الفتوى في كذا وكذا، ويصدر الفتوى في كذا وكذا: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(25).

ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في شأن بيان العلماء أنهم يضعون الأشياء مواضعها: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن ءامن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون(26)، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وما يعقلها إلا العالمون(27).

فأنصحهم أن يرجعوا إلى علمائهم ويستفسروهم عن كل أمر، والذين يقولون: العلماء لا خبرة لهم بالواقع أعتقد أنهم دسيسة على الإسلام، لأنهم يريدون أن يزهدوا الناس في العلم وفي الدعوة ويريدون أن يتخذوا من أنفسهم زعماء للناس يوجهونهم كما يريدون، أيها المسكين أأنت أعرف بالواقع؟!! وأنت الذي خرجت في الشوارع كالأنعام السائبة تصفق (لصدام) وأنت الذي تعرف الواقع، وتناقش على بساط الديمقراطية وتحترم الرأي والرأي الآخر وميثاق الشرف.. وأنت الذي تمدح (عمر البشير) وأنا أعتقد أنه لا يمدح (عمر البشير) إلا مغفل، فهم جهلوا الدين وجهلوا الواقع، وماذا ينفعني أن أدخل إلى مكتبة الإخوان المفلسين والجرائد والمجلات مرصفة، وهم لم يفعلوا ولم يعملوا مثل الذي ألفه (وجاء دور المجوس) فهذا بحمد الله يقرأ ويكتب وكذلك الذي ألف (الصراع العربي الإسرائيلي) يقرأ ويكتب، والذي ألف أيضا (دراسات في السيرة) يقرأ ويكتب، أما هذا المسكين فيقرأ ويقرأ ثم الحزبية هي التي تتغلب.. والله المستعان.

السؤال 31@ بعض الأخبار تقول: إن السلفية الجديدة حزب سري مثلما كان الإخوان من قبل ولهذا ينظمون بعض الأمور معا فهل هذا صحيح؟

الجواب: الذي يظهر أنه ليس بصحيح، فعندهم حزبية لكن لا يبلغون مبلغ الإخوان المسلمين، وأيضا ليسوا متفقين، فقد اتفقوا ببعض زعمائهم وأورد عليه أسئلة حتى عجزوه وقال: أنا أبرأ إلى الله، تبرأ إلى الله من ماذا؟ وأنت تدعو في كل مجلس إلى الإخوان المفلسين، فمن الذي أمسكك حتى تبقى مع الإخوان المسلمين أأنت مربوط ومقيد؟ انصرف إذا كنت تبرأ إلى الله.. الله المستعان.

ومن عجائب وغرائب الحزبية أنهم يرحبون بوزير الدفاع الذي قام على نجيب، ويباركون الهجوم على (كنر) وقتل أخينا (جميل الرحمن) فأعجب لهؤلاء الحمقى يرحبون بالشيوعي الذي يسخر من الإسلام ويطيرون فرحا لقتل أولياء الله، فقاتل الله الحزبية التي تعمي وتصم وتجعل الحسن قبيحا والقبيح حسنا. والسائل يقصد السلفية المزيفة التي هي سلفية عبدالرحمن بن عبدالخالق وسلفية أصحاب جمعية الحكمة اليمانية.

هذه مرثية لأخينا في الله (محمد بن أحمد الفراج) كلية الشريعة رثى فيها الشيخ (جميل الرحمن) -رحمه الله-، قال حفظه الله تعالى:

جل المصاب وهام الفكر واضطربا                    
                    وودعت عيني الأفراح والطربا
ياقوم شمس سماء أفغان كاسفة                    
                    وبدرها في دياجير الدجى احتجبا
وأرضها من ربيع الخير مجدبة                    
                    ونبعها العذب في ينبوعه نضبا
ياللحساب الذي طمت نوازله                    
                    تعاظم الخطب حتى حارت الخطبا
تبكي جميلا أنار الله مسكنه                    
                    حتى ترقرق دمع العين وانسكبا
تبكي المجاهد، ما ناحت مطوقة                    
                    وما روت ديمة من ودقها التربا
تمالأ القوم حتى ضاق عسكرهم                    
                    وجموا فأضاقوا البر والرحبا
ما ينقمون من الشيخ الجليل سوى                    
                    أن قام يدعو إلى التوحيد محتسبا
يرفو عقيدة أقوام مخرقة                    
                    يزيح عنها ركام الجهل والحجبا
يريد إسعادهم دنيا وآخرة                    
                    وهم يريدون فيه الشر يا عجبا
يا شيخ كانت لك الأعداء شاهدة                    
                    وللمحبين والقالين كنت أبا
تقابل الشر بالغفران تدفعه                    
                    حتى أسرت به الأفغان والعربا
لئن ذهبت عن الميدان مرتحلا                    
                    فإن بذرك للتوحيد ما ذهبا
قرة عيونكم يا أهل شعوذة                    
                    فقد ثوى الليث في محرابه تربا
مضرج بدواء الخلد مسجده                    
                    يشكو إلى ربه الأوضار والكربا
طوى حياة كانت كلها سغبا                    
                    لله كم محنة عانى وكم تعبا
يارب أسبغ عليه اليوم مغفرة                    
                    ورحمة من لدنك تذهب النصبا
واقبله في الشهدا واجعل منازله                    
                    مع النبيين والأبرار والنجبا
يا أيها الظالم العادي بغفلته                    
                    يا رب جرم ركبت اليوم مرتكبا
خسرت حظك يا غدار ذمته                    
                    أحل ربي بك التنكيل والغضبا
ماذا جنى وتراه قد تحاوشه                    
                    جمع الضلالة والتبديع واحتزبا
كل سما اليوم قد حانت منيته                    
                    هيهات أنى يساوي الطاهر الجنبا
إرادة الله فيك خير منزلة                    
                    وقد أرادك فيه السوء والعطبا
نريدها دعوة لله صادقة                    
                    فانهض لها يا سميع الله محتسبا
بحكمة المصطفى الهادي وعزمته                    
                    حتى تبدد شمس السنة الحجبا
أخلق لذي اللبب الأخلاق مجتلدا                    
                    وبالتجمل أجمل للفتى سببا
حتى ينال على الأيام بغيته                    
                    ويدرك العاقل المقصود والإربا
يارب أفرغ علينا في مصيبتنا                    
                    صبرا جميلا يزيل الهم والوصبا
يا أخوة الدين والآلام تجمعنا                    
                    عزاء صدق من الأعماق ملتهبا
أزفه وصبا نجد تقل به                    
                    حتى تحل ربوع السادة الغربا

وهذه قصيدة أخرى لأخينا في الله (عبدالله بن محمد العنيزي) الرياض. قال حفظة الله تعالى:

_______________________

(1) سورة النساء، الآية: 135.

(2) سورة المائدة، الآية: 8.

(3) سورة آل عمران، الآية: 145.

(4) سورة الأعراف، الآية: 34.

(5) سورة النساء، الآية: 78.

(6) سورة آل عمران، الآية: 154.

(7) سورة يونس، الآية: 106.

(8) سورة الأحقاف، الآية: 5-6.

(9) سورة الزمر، الآية: 38.

(10) سورة النساء، الآية: 93.

(11) سورة النور، الآية: 55.

(12) سورة محمد، الآية: 7.

(13) سورة آل عمران، الآية: 160.

(14) سورة المائدة، الآية: 33.

(15) سورة الأنعام، الآية: 159.

(16) سورة آل عمران، الآية: 103.

(17) سورة المؤمنون، الآية: 52.

(18) سورة الأنفال، الآية: 46.

(19) سورة الحشر، الآية: 14.

(20) سورة النساء، الآية: 65.

(21) سورة النور، الآية: 63.

(22) سورة المائدة، الآية: 50.

(23) سورة المائدة، الآية: 44.

(24) ثم تدهور (عبدالرحمن عبدالخالق) وصار لا فرق بينه وبين الإخوان المسلمين.

(25) سورة النحل، الآية: 43.

(26) سورة القصص، الآية: 80.

(27) سورة العنكبوت، الآية: 43.


مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني رحمه الله
  • عنوان الكتاب: مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني رحمه الله
  • تاريخ الإضافة: 13 رجب 1426هـ
  • الزيارات: 183971
  • التحميلات: 22109
  • تفاصيل : الطبعة الثانية- دار الآثار صنعاء
  • تنزيل: اضغط هنا للتنزيل  zip

فهرس الكتاب

تفريع الفهرس | ضم الفهرس