هذا ليس بصحيح ، أما أبو لهب فيكفي قراءة قوله تعالى : " تَبَّتۡ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ۬ وَتَبَّ * مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُ ۥ وَمَا ڪَسَبَ * سَيَصۡلَىٰ نَارً۬ا ذَاتَ لَهَبٍ۬ * وَٱمۡرَأَتُهُ ۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ * فِى جِيدِهَا حَبۡلٌ۬ مِّن مَّسَدِۭ " الله يقول : " سيصلى ناراً ذات لهب " .
وأما أبو طالب فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أراد أن يستغفر له فأنزل الله سبحانه وتعالى : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ " ، وأنزل الله سبحانه وتعالى : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " ، ثم في سنن أبي داود أن علي بن أبي طالب أتى إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقال له : إن عمك الضال قد مات ، قال : " أذهب فواره ، ولا تحدثن شيئاً " ، قال : إنه مات مشركاً ، قال : " أذهب فواره " فهذا دليل على أنه مات مشركاً .
أيضاً من الأدلة على كفر أبي طالب أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال له العباس : عمك أبو طالب كان يحوطك ويذود عنك ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إنه في ضحضاح من نار " ونحو هذا من حديث أبي سعيد الخدري وكلاهما في الصحيح .
دليل آخر أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن أراد أن ينزل بمكة فقالوا : أتنزل يا رسول الله في دارك ، فقال : " وهل ترك لنا عقيل من دار " معناه أن عقيلاً ورث أبا طالب لأنه كان في ذلك الوقت لم يسلم عقيل ، فورث أبا طالب لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " .
----------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 695 )