قراءة آية الكرسي ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " من قرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " ، لكن لا يقرؤها بصوت نرتفع فهذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، والذي ثبت عنهم هو رفع الصوت بالتكبير ثلاثاً أو أربعاً أو أكثر بعد انقضاء الصلاة ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ) لما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا بالتكبير .
أما الجهر بالصوت ففيه مفاسد منها : أنه يشغل الذاكرين الآخرين لأنه ليس متعيناً أن يبدأ بآية الكرسي ، أو يبدأ بالتسبيح ، أو يبدأ بالاستغفار ، فرب شخص يبدأ باللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كما ثبت هذا عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه أوصى معاذاً بذلك ، وآخر يقرأ آية الكرسي ، وآخر يسبح ، فأنت إذا رفعت صوتك شغلت صاحبك الذي يذكر الله بذكر آخر هذا أمر .
الأمر الآخر : أنك تشغل أيضاً من بقي عليه شيئ من صلاته ، أو الذي يصلي بعد انقضاء الصلاة ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في سنن أبي داود من حديث أبي سعيد الخدري : " لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فيؤذي بعضكم بعضاً فإن كلكم يناجي ربه " .
فلا ينبغي أن تجهر وتشغل إخوانك الذي بقي عليهم صلاة أو شرعوا في جماعة أخرى ، وعلى كل فهذا لك يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد سمع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الصحابة يرفعون أصواتهم بالتكبير في غزوة من الغزوات فقال : " أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ولكن تدعون سميعاً قريباً " .
فهذا هو المشروع أن تقرأ في نفسك أو بصوت تسمع نفسك ، وأما رفع الصوت فلم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .