السرورية قد نشروا في بعض جرائدهم أنهم يتبرءون من هذا الأسم ، وقد أثنينا عليهم في غير ما شريط مما تقدم ، ولكن الحزبية تجعل أهلها يتلونون ويتقلبون ، ففي بدء أمرهم وهم في الكويت ما نعلم عنهم إلا خيراً وهم أصحاب دار الأرقم نسبة إلى أخينا محمد سرور ، ثم انتقلوا إلى بريطانيا ، وأخبرت أنني أثنيت عليهم في شريط سؤال الأخ الألماني وأنهم يوزعونه بمكة وبأرض الحرمين ونجد مجاناً ، فنعم أثنينا عليهم بل طلبت من الأخ عبدالله بن غالب ومن الأخ قاسم أن يتحفاهم بمقطوعات شعرية في الثناء على مجلة البيان لكن ما شعرنا إلا وهم يثنون على حسن الترابي وهم يتنقصون أهل العلم ، وأنهم لا يعرفون الواقع وهم يوعزون إلى أصحابهم أن يدخلوا في الانتخابات ، فالحزبية تجعل أصحابها لا يلتزمون بمبدأ :
فأيان ما تعدل به الريح تنزل
وكما قيل :
يدور مع الزجاجة حيث دارت ************ ويلبس للسياسة ألف لبس
فقد نزلوا إلى بريطانيا منذ فترة وقد نصحناهم ، وقد زارنا الأخ محمد سرور إلى هنا وقلنا لهم : لابد أن توجدوا مدرسة هنالك لعلم الحديث فقال : نحن في طريقنا ، ولا أدري قد وصلوا إلى هذه الطريق أم لم يصلوا .
والآن بعد أن انتشرت دعوتهم بواسطة مجلة البيان ومجلة السنة محمد سرور نفسه كتب عن الترابي في دراسات في السيرة كتابات طيبة أنه يقول : لا فرق بين السني والشيعي ، وقال هذا في سبيل الإنكار ، وأنكر عليه ، فإذا هم يدافعون عنه ، وهكذا أيضاً أصحابهم بأرض الحرمين ونجد يدافعون عن الترابي وعن عباس مدني وغيرهما من الذين انحرفوا ، فأنصحك أن تبتعد عن الحزبيين كلهم ، وننصحهم أن يرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى وإلى طريقتهم الأولى ، وإلا فلا بد أن نكشف إن شاء الله ما كان مغطى .
وقرأت في مجلة السنة ومر بي بعض السخرية من أهل العلم ، فعليهم أن يرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى إذ مكنهم من النشر ومن الوصول إلى أماكن ربما لا يستطيع غيرهم أن يصل إليها .
-------------------------------------
وفقه الواقع الذين يلمزون الدعاة إلى الله بأنهم لا يفقهون فقه الواقع ، وفقه الواقع لا يجهله إلا حمار ، فأقل مسلم في الشارع يعلم أن الحكومات أصبحت مسيرة لأمريكا ، ويعرف أن المسلمين قد غيروا وبدلوا ، وأنه يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله , فإن هذا الفقر والذل الذي حصل ونزل بهم بسبب ذنوبهم كما يقول الله سبحانه وتعالى : " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " .
وقال سبحانه وتعالى : " لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشيئ من سدر قليل ".
فهذه هي الذنوب التي أوقعت المسلمين فيما وقعوا فيه ، فعليهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون " ، فسلط علينا أذناب أمريكا وغيرهم بسبب ذنوبنا ، يقول الله سبحانه وتعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
وبعض الإخوان المفلسيين يظنون أن فقه الواقع هو أن تعرف شوارع القاهرة وتعرف شوارع بغداد وتعرف شوارع كذا وكذا ، بل الواقع أهل السنة بحمد الله أعرف الناس بالواقع بدليل أشرطتهم فإنها تعالج الواقع ، وبدليل كتبهم فإنها تعالج الواقع ، وأولئك همهم أن يظفروا بكرسي أو كرسيين أو ثلاثة في مجلس النواب وبوزارة أو زرارتين ولا يبالون بغيرها .
فوجود دعوة الإخوان المفلسين تعتبر نكبة على الدعوة الإسلامية ، فقبل خمس سنوات قلت : إنني أخشى أن ينكبوا الجهاد الأفغاني ، فأتاني أخي أبو حاتم وقال : أنت ترفع الإخوان المسلمين فوق مستواهم ، فقلت : والله أخشى أن ينكبوا الجهاد الأفغاني ، ووقع ما خشينا ، فالحزبية لا تثبت على مبدأ والله المستعان .
وهناك كتاب ما علمت له نظيراً لأخينا علي بن حسن بن عبدالحميد بعنوان ( فقه الواقع بين النظرية والتطبيق ) فأسأل الله أن يجزيه خيراً وأنصح جميع إخواني باقتنائه .