الذي أنصح به إخواننا المتمسكين بالدين ، والأخوات أيضاً أن يحرص كل منهم ، المرأة تحرص على الزواج بالرجل الصالح ، والرجل يحرص على الزواج بالمرأة الصالحة ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " مثل الجليس الصالح ، وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن تبتاع منه ، وإما أن يحذيك ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " .
فأنصح كل أخت ، كما أنني أنصح كل أخ أن يتحرى ، خصوصاً النساء فإنهن ضعيفات ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) : " استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل به عوج " ، فالمرأة ضعيفة ربما يفتنها الرجل ، لا أقول : ربما بل قد حدث ، أنصح المرأة الصالحة إذا أراد أبوها الجشع أن يزوجها بـرجل من أهل الدنيا أن تقول : هى لا ترغب في الزواج حتى يأتيها رجل صالح ، وتتزوج بالرجل الصالح ، وقد تكلمنا على هذا في ( المخرج من الفتنة ) .
وكذلك المرأة الفاسدة ربما تفسد زوجها ، فقد عرفت رجلاً صالحاً فاضلاً زارنا إلى هنا من بلد من أرض الله الواسعة ، وبعدها فما شعرنا إلا وقد تغيرت أحواله ، وعرف إخوانه أن فساده بسبب امرأته ، فجزى الله إخوانه خيراً ، أخذوها على سيارة معه وذهبوا بها إلى أهلها حتى لا تفسد ذلك الرجل الصالح ، ثم ردها ورجع على ما هو عليه - انقلب على ما هو عليه - والآن أخبرت أنه فارقها ورجع إلى الخير والصلاح .
فالمرأة قد تتأثر بالرجل ، والرجل قد يتأثر بالمرأة ، وعمران بن حطان الخارجي كان رجلاً من أهل السنة وكانت له ابنة عم قد تأثرت برأي الخوارج ، فأراد أن يتزوجها من أجل أن ينقذها ، بعد ذلكم سحبته هي إلى رأي الخوارج ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : ": الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل " يحتاج الرجل أن يتحرى المرأة الصالحة ، وبحمد لله في نساء صالحات فاضلات في كثير من البلاد الإسلامية ، وهناك رجال صالحون أفاضل ، وإنني أنصح بتكوين الأسر الصالحة ، من أول الأمر ، يحرص على المرأة الصالحة ، وهي تحرص على الرجل الصالح ، والحمد لله رب العالمين .