ماحكم الذهاب إلى السحرة والكهنة الذين يدعون علم الغيب
الزيارات:
4687 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم الذهاب إلى عند السحرة والكهنة الذين يدعون علم الغيب كالإخبار بمواضع السرقة وغيرها، والذين يعملون الحروز والتمائم وما حكم من يصدقهم وما حكم من يعمل هذا؟
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :
فالذهاب إلى الكُهان يعتبر محرمًا ، وهل يبلغ إلى الشرك ؟ سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى ، وقد جاء في حديث في < صحيح البخاري > لا أذكر صحابيه : إِنَّ قَوْمًا مِنَّا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ : " فَلَا تَأْتِهِمْ " .
وفي < صحيح مسلم > عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: " من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل صلاة أربعين ليلة " ، إذا أتاه وسأله ، أما إذا صدَّقه فهو يعتبر كافراً، لأنه صدَّق أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وجعله شريكًا لله عز وجل ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذكر خمسًا من علم الغيب لا يعلمها إلا الله ، ومنها : " ما تدري نفس ماذا تكسب غدا " .
فمن ادعى أنه يعرف المستقبل كصاحب بيت الفقيه فهو يعتبر كافرًا ، أو ادعى أنه يعرف موضع السرقة فهو يعتبر عرافًا ، ويعتبر كاهناً ، وهو وإن صدق فهو كاذب ، جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في شأن الشياطين الذين يسترقون السمع وصفهم سفيان بأنهم هكذا بعضهم على بعض أي وصفهم بأصابعه ، ثم يأخذ الكلمة فيلقيها إلى من تحته حتى تبلغ إلى من في الأرض ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه الشهاب ، واستراق السمع لم ينقطع مرة واحدة ، لكن انقطع أكثره ورميت الشياطين بالشهب ، لم ينقطع مرة واحدة ، فهو وإن أخبر بأمر غيبي وقال لك السرقة في موضع كذا وكذا ، لا يجوز لك أن تعمل على ما قال لك ، لا تسيء الظن بمن قال لك إنه سرق عليك ، ولا تذهب وتأخذ عليه من ماله ، أو تذهب وتعقر ماله إلى غير ذلكم ، لا تنفذ شيئًا بمجرد مقالة هذا الكاهن الكذاب ، لا تنفذ شيئًا من هذا ، فهو إن أخبر بشيء ولو صدق فهو كاذب ، وقد يكون إخباره من جهة القرين لأنه ما منا من أحد إلا وله قرين كما في الصحيح من حديث عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما منكم من أحد إلا وله قرين " قالت : وأنت يا رسول الله ؟ قال: " وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم " ، فيجوز أن قرينك قد أعطى الكاهن أو الساحر شيئًا من المعلومات هذا ، ويجوز أيضًا أنه أعطى قرين الكاهن أو الساحر شيئًا من المعلومات ، فلا يجوز لك أن تنفذ شيئًا ، لا يحل لك أن تسيء الظن بأخيك المسلم أو أن تذهب وتعقر عليه ماله، أو عنبه ، من أجل أن قال لك فلانٌ سرق قاتك أو فلان سرق دابتك ، أو سيارتك إلى غير ذلك كل هذا لا يجوز الاعتماد عليه والله سبحانه وتعالى أعلم .