الذي أنصح به هو ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) لحفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وكذلك أيضاً ( تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ) ، أنصح بقراءة هذين الكتابين والاستفادة منها ، وكذلك ( تطهير الاعتقاد ) للصنعاني ، و( الدر النضيد ) للشوكاني ، و ( شرح الصدور في تحريم رفع القبور ) للشوكاني أيضاً ، ولو لم يكن إلا هذه الكتب التي ذكرت بل ( فتح المجيد ) كاف في تصفية العقيدة ، وقد يقول قائل : إن مؤلفه من نجد وهابي ؟ الوهابي أحسن منك يا صوفي ، وأحسن منك يا شيعي .
والوهابية يدعون الله ، ويعتقدون في الله ، وأنا لا أقول لك تقلد الوهابية ، أقول لك : تأخذ الدليل من كتاب الله ، ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من تلك الكتب التي جمعت الأدلة .
ويمكن أن تقول إن البخاري وهابي لأنه قال في صحيحه : باب إتيان الكهان ، أي ما حكم إتيان الكهان ، وأتى بأدلة تنهى عن ذلك ، وهو أن أناساً يأتون الكهان ، قال : " فلا تأتيهم " أو بهذا المعنى .
فأقول لك : تأخذ الحق ممن جاء به ، وعند من وجدتموه ، فعن قتيلة رضي الله عنها قالت : جاء اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقالوا : إنكم تشركون إنكم تنددون تقولون : ما شاء الله ، وشاء محمد ، وتقولون : والكعبة ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ، وقولوا : ورب الكعبة " أي قاله لأصحابه ، فقبل الحق من اليهود ، وحديث الطفيل نحو هذا .
فالحق يؤخذ ممن جاء به ، وعلماؤنا المتقدمون يأخذون الحق ممن جاء به ، بل يرحل اليمني إلى المصري ، والمكي إلى البغدادي ، والنيسابوري إلى اليمني ، يرحلون ويستفيد بعضهم من بعض ، ليسوا كعلماء العصر إلا من رحم الله ، فقد أصبح العلم حكومياً .
-----------------
من شريط : ( قرة العين في أجوبة صاحب العدين ) .