الحمدلله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد ان محمدتً عبده ورسوله .
أما بعد :
الخضاب للزينة للزوج إذا لم يكن مانعاً من وصول الماء إلى البشره لا بأس به إن شاء الله ، هذا في البشرة ، وللمرأة أن تتزين وتتحلى لزوجها يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ "
ويقول الشاعر :
وما الحلي إلا زينة من نقيصة *********** يتمم من حسن إذا الحسن قصرا
واما اذا كان جمال موفرا *********** كحسنك لم يحتج الى ان يوفرا
أو بهذا المعنى .
أما خضاب الشعر بالسواد كأن يكون شعر رأسها أبيض قد أصبحت عجوزاً فلا يجوز لأنه يعتبر غرراً ، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه : أنه أوتي بأبي قحافة ورأسه كأنه ثغامة - أي نبات أبيض - ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " غيروا هذا بشيء ، وجنبوه السواد " .
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أنه سأل أشاب الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال : " إن الله لم يزنه ببيضاء " أي لم يأتي الشيب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ثم قال أنس : ابو بكر وعمر خضباء بالحنة والكتم، أو بهذا المعنى .
وفي حديث أنس نفسه في مسند الإمام أحمد أنه أوتي بأبي قحافه كأن رأسه ثغامة فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " غيروا هذا بشيء ، وجنبوه السواد " ، وروى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ليكونن أقوام من أمتي يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة " ، وهذا يشمل الرجال والنساء ، إذ الأصل عموم التشريع .
أما أن تخضب شفتيها أو يديها أو شيء من جسمها ويظهر أنه خضاب لا تدليس فيه للتزين لزوجها فأرجوا ألا بأس بذلك إذا كان غير مانع لوصول الماء إلى البشرة ، وليس لها أن تختضب وتتزين ، ثم تخرج إلى الرجال لتفتنهم فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رخص للنساء أن يخرجن للصلاة للمسجد وقال : " وليخرجن تفلات " ومعنى تفلات : أي أن يخرجن غير متزينات ولا متبرجات .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " مارأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " .
على المرأة أن تتقي الله سبحانه وتعالى ، كما أنه يجب على الرجل أيضا أن يتقي الله سبحانه وتعالى ، وألا يطلق بصره إلى النساء . والله المستعان