ماحكم خروج المرأة إلى السوق كاشفة الوجه ؟

الزيارات:
6058 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماحكم خروج المرأة إلى السوق كاشفة الوجه ؟
نص الإجابة:
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..

أما بعد :

فمسألة كشف وجه المرأة مسألة خلافية بين العلماء المتقدمين رحمهم الله تعالى ، إلا أنه أجمعوا إذا كان يُخشى أن تفتن الناس فوجب عليها أن تغطي وجهها .

فالصحيح من أقوال أهل العلم أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ، أي يقول لها : أنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه ، فلفظة : " المرأة عورة " يدل على أن جميع أجزائها عورة .

وأما حديث أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رأى أسماء وقد لبست ثوباً شفافاً يصف ذراعيها ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يحلّ لها يُرى منها إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفّيه - أي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فأبو داوود وهو مُخَرِّجه يقول : خالد بن دُريك لم يُدرك عائشة ، فمعنى هذا أنه حديث مُنقطع ، ثم بعد ذلك أيضاً هو من رواية قتادة ، وقتادة مدلس لم يصرّح بالتحديث ، والراوي له عن قتادة سعيد بن بشير ، وسعيد بن بشير ضعيف ، فالحديث في غاية من الضعف لا يصلح حُجّة .

ثم بعد ذلك أيضا فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) من حديث أبي هريرة : " كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنا مُدركٌ ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ويصدّق ذلك الفرج أو يكذّبه " .
وأيضاً يقول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما تركتُ فتنةً بعدي أضرّ على الرجال من النساء " .
ويقول أيضاً : " ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن " ، فالمرأة عورة وواجب عليها أن تغطي وجهها .

أما أدلة الطرف الآخر فهي كما قيل : صحيحها ليس بصريح وصريحها ليس بصحيح .

أما صريحها فهو ما سمعتموه من قبل من حديث عائشة ، وأما صحيحها فما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه : أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إنّ فريضة الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحجّ عنه ؟ قال : " حُجّي عن أبيك " ، قال وفيه أن الفضل بن عباس كان ينظر إليها وهي تنظر إليه ، فصرف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وجه الفضل بن عباس . فهذا ليس صريحاً أنها كانت كاشفة الوجه .

وزينة المرأة في وجهها ، فالصحيح الذي تقتضيه الأدلة أنه يحرم عليها أن تخرج إذا كانت شابّة ، أما إذا كانت عجوزاً فرُخِّص لها في ذلك ، يقول الله تعالى : " وَ الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَ أَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ " .

فإذا كانت امرأة كبيرة في السن لا يُخشى أن تفتن الناس فلو خرجت ووجهها كاشف فلا بأس بذلك والله المستعان .

-----------
من شريط : ( اسئلة الإذاعة بالحديدة ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف