ماحكم رجل لايأخذ إلا بالكتاب والسنة ولايأخذ بأقوال الصحابة رضي الله عنهم ؟

الزيارات:
2956 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم رجل لا يأخذ إلا بالكتاب والسنة ولا يأخذ بأقوال الصحابة رضي الله عنهم ؟
نص الإجابة:
إن أراد أنه لا يحتج إلا بالكتاب والسنة ولا يرى أنه يلزمه وأنه متعبد إلا بالكتاب والسنة فهذا هو الواجب يقول الله سبحانه وتعالى : " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .
وإن أراد أن أقوال السلف تنبذ ولا قيمة لها فهذا رجلٌ متخبط لا بد أن يتخبط ، فنحن نستعين بأفهامهم - أعني الصحابة رضوان الله عليهم وغيرهم من السلف - نستعين بأفهامهم على فهم كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
والناس في هذا الباب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قسم يرى أن كل ما عُزي إلى الصحابة يعتبر دليلاً .
والقسم الآخر لا يبالي بهم .
والقسم الوسط هم الذين يستعينون بأفهام الصحابة رضوان الله عليهم وبأفهام السلف على فهم كتاب الله ، وقد كان عبدالله بن المبارك يقول : خذوا من الرأي ما تفسرون به كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فالصحابة رضوان الله عليهم هم أعلم منَّا بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأعرف بمقاصد الشرع ، وبأسباب النزول ، فكل من أراد أن بنبذ أقوالهم وألا يعتد بهم وأنها عنده لا تساوي شيئاً لا بد أن يتخبط ، لا بد أن يتحير ، لا بد أن يحصل له مخالفة للنصوص ، ومخالفة للفهم ، وهكذا شروح الحديث الذي أنصح به إخواني في الله أن شروح الحديث لا يُستغنى عنها ، لا بد من الرجوع إلى شروح الحديث فقد نفهم فهماً ويفهم العلماء المتقدمين فهماً آخر بسبب زيادة في الحديث أو غير ذلك ، ينبغي لنا إذا تكلنا في مسألة أن ننظر ماذا قال أهل العلم رحمهم الله تعالى في الشروح .

أما هل قول الصحابي حجة ، أم ليس بحجة ؟ الصحيح أن قول الصحابي ليس بحجة ، وأما حديث : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ " فإنه أحسن من تكلم عليه أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى في < إحكام الأحكام > فقد قال فيما حاصله : إما أن نأخذ بسننهم كلها ، وهذا لا سبيل إليه لأنهم قد اختلفوا .
وإما أن نرد سننهم كلها ، وهذا ضلالُ مبين لأن من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وإما أننا نأخذ من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهذا الصحيح ، وقد قال أبو الزناد : كتبت أنا والزهري حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فما انتهينا أمسكت وكتب الزهري أقوال الصحابة ، قال : فأفلح ، وخسرتُ ، أو بهذا المعنى .
فالحرص على معرفة ما قال الصحابة في هذه المسألة ، وقول الصحابة في هذه المسألة واجبٌ على طلبة العلم لأنهم أعلم بشرع الله ، لكن بعد النظر فيما قال الصحابة والعلماء هو ليس متعبد إلا بفهمه بما فهمه من كتاب الله ، وبما فهمه من سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

هذا ما أريد أن أقوله وما أعرفه في هذه المسألة .

--------------
من شريط : ( أسئلة فؤاد الرفاعي )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف