تحت عنوان لا عصبية ولا تقليد للتحرر من العصبية والمذهبية والتقليد الأعمى لزيد أو عمرو من المتقدمين أو المتأخرين ، هناك مسألة كادت أن تجعل مساجد المكلا في صراع لا يعلم مداه إلا الله وهي مسألة القنوت في صلاة الفجر ، فالبعض يقول : سنة ورادة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأدلة ، والبعض يقول : إنها بدعة ، والشباب في حيرة لعدم علمهم بالحديث نرجو منكم أن تشرحوا هذا الموضوع شرحاً وافياً حتى نكون على بينة وجزاكم الله خيراً ؟
أما التقليد فمن أنقذه الله منه فيجب أن يحمد الله سبحانه وتعالى ، فإن التلقيد عمى " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب " .
ولقد أحسن من قال :
ما الفرق بين مقلد في دينه **** راض بقائده الجهول الحائر
وبهيمة عمياء قاد زمامها **** أعمى على عوج الطريق الجائر
بل أعظم من هذا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه القيم < مسائل الجاهلية > عد التقليد أصلاً من أصول الكفر ، واستدل على ذلك يقول الله عز وجل حاكياً عن المشركين : " إنا وجدنا آباءنا على أمه وإنا على آثارهم مقتدون " .
أما مسألة القنوت ، ففي < سنن أبي داود > عن بي مالك سعد بن طارق قال : قلت لأبي : يا أبتِ صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأبي بكر وعمر فهل كانوا يقنتون ؟ قال : أي بني محدث .
وأما حديث : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ما زال يقنت حتى فارق الدنيا ‘ فإنه من طريق أبي حعفر الرازي وهو مختلف فيه والراجح ضعفه .
أما في أوقات النوازل فيُشرع القنوت في جميع الصلوات الخمس .
ومن أراد استيفاء المسألة ، فأنصحه بالرجوع إلى < زاد المعاد > فإن الصنعاني والشوكاني وهما مؤلفان يحيلان على < زاد المعاد > فإذا كان هذا في حال التأليف ففي حال الأسئلة والأجوبة أولى .
والقنوت لا ينبغي أن يكون سبباً للخصام والنزاع فإن هذا مما تقر بع أعين أعداء الإسلام فالشيوعيون يحبون أن يتخاصم أصحاب المساجد ، فأصحاب السنة إن استطاعوا أن يصلوا على السنة فعلوا ، وإن استطاعوا أن يبنوا لهم مسجداً فعلوا ، وإن استطاعوا أن يذهبوا إلى مساجد سنة فعلوا ، وإذا لم يستطيعوا فليصلوا مع المسلمين ، والصلاة صحيحة أقنت أم لم يقنت ، لكن تقدم أن طارقاً والد أبي مالك يقول : إنه محدث ، اي بدعة ، والصلاة صحيحة ، والخصام والنزاع مع المستأجرين لأعداء الإسلام فربما يكون الإمام مستأجراً ، وربما يكون أناس في المساجد مستأجرون لشيوعية أو بعثية أو ناصرية ، فأنصحهم ألا يثيروا فتنة وأن يصبروا حتى ييسر الله لهم بمساجد .