نسمع كثير من الشيوخ عندما يتكلمون عن محمد عبده وجمال الدين الأفغاني بأنهم قدموا للإسلام خدمة جليلة وبينما البعض الآخر يقدح فيه نرجو منكم أن تعطونا صورة عنهم وعن المدرسة العقلية؟

الزيارات:
5021 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نسمع كثيراً من الشيوخ يتكلمون عن محمد عبده وجمال الدين الأفغاني بأنهما قدما للإسلام خدمات جليلة ، بينما البعض الآخر يقدح فيهما بأنهما ضد الإسلام وأنهما عاراً وشناراً عليه وأنهما أصحاب المدرسة العقلية ، نرجو منكم أن تعطونا صورة عنهم وعن المدرسة العقلية وحتى يكون الشباب على بينة من أمرهم ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

( فجمال الدين الأفغاني ) قيل : إن أصله من إيران ، وأنه متأفغن وليس أفغانياً بل أراد أن يلبس على الناس حتى لا يُعلم أنه إيراني ، لعلمه بأن المجتمع الإسلامي يَكره الرافضة ، وهو يعتبر دسيسة على الإسلام ، فله مواقف سيئة ، وربما بقي في روسيا وفي غيرها من البلاد الكفرية أعواماً ، وهو الذي أنشأ مدرسة الهوى ، لا أقول المدرسة العقلية ، وإن كنت لعلي قد كتبت في ( ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر ) المدرسة العقلية ، ولكني تفكرت فيما بعد فإذا العقل الصحيح لا يخالف النقل الصحيح ، فهي مدرسة الهوى ، و ( جمال الدين الأفغاني ) و ( محمد عبده المصري ) ، وتبعهما على ذلك ( محمد رشيد رضا ) نقضوا عرى الإسلام عروة عروة . فتلميذه محمد عبده يقول : إن أحاديث الدجال رمز خرافة ، وينكر أن الشمس ستطلع من مغربها وهي من علامات الساعة ، وينكر حنين الجذع ، وانشقاق القمر ، والمعجزات التي وردت في الكتاب والسنة يضيق بها صدره ، حتى إن ( محمد رشيد رضا ) وهو تلميذ ( محمد عبده المصري ) يقول - لما ذكر قصة موسى والعصا وما أكرمه الله به من المعجزات ، وقصة عيسى في إحياء الموتى - عند أن ذكر هذا يقول : إن هذا لما ذكره القرآن تأخر كثير من الإفرنج عن الدخول في الإسلام ، فهو يرى أن القرآن لو لم يذكره لكان أولى ولدخلوا في الإسلام ، فهم من ذوي القلوب الزائغة .

( فمحمد عبده ) اشتهر بقطع الصلاة كما ذكر ذلك ( النبهاني ) في أبيات له ، ويقول : إنه ذهب إلى باريس مراراً ، ولم يذهب إلى مكة للحج مرة واحدة ، وكانا ( جمال الدين الأفغاني ) و ( محمد عبده ) عملاء لأعداء الإسلام في الإطاحة بالدولة العثمانية - على ما فيها من البلاء - فهي دولة إسلامية .

وهناك كتاب بعنوان ( المدرسة العقلية وأثرها في التفسير ) ، وكتاب ( جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام ) ، وقد ذكرت نبذة طيبة في كتاب ( ردود أهل العلم في الطاعنين في حديث السحر ، وبيان بُعد محمد رشيد رضا عن السلفية ) ، وقد حذف هذه الجملة الأخيرة صاحب المطبعة لغرض دنيوي .

( فمحمد عبده المصري ) يجوّز أن هناك غير آدم ، وأن للبشر آباء ، وأن آدم ليس أبوهم فقط ، وأيضاً في قصة الطيور التي ذكرت في شأن إبراهيم ذبحها ثم أحياها فيقول : إنما كانت معلمات وأرسلها إبراهيم ثم دعاها ، فهو لا يؤمن بأن إبراهيم ذبحها ثم أحياها الله ثم دعاها ، وفي قصة عزير حيث قال : " أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه " قال : أنامه ، قال : وقد نقلت جريدة كذا وكذا أن رجلاً نام مدة أربعة أشهر .
فن أراد أن يعثر على شيء من ضلالهم فعليه بقراءة ( تفسير المنار ) وهو بالظلام أشبه ، وعليه بقراءة ( مجلة المنار ) وهي بمجلة الظلام أشبه .

والحمد لله قد عرف هذا الشباب المصري ، وعرفنا أنهم لأن يلقبوا بمجددي الضلال أولى من أن يلقبوا بمجددي الإسلام ، وبعض الناس يقولون : إن ( جمال الدين الأفغاني ) و( محمد عبده المصري ) دخلا في الماسونية من أجل أن يعرفا ما فيها ، وبعض الناس يقولون : إنهما دخلا في الماسونية ثم تابا ، فأين الأدلة على هذا وذاك ، إنهزاميان ، أقل أحوالهما أنهما انهزاميان ، ولا أقول أنهما انهزاميان ، بل ضالان مضلان ، وآله لأعداء الإسلام في هدم الإسلام .

-------------
راجع كتاب : " قمع المعاند 2 / 332 - 333 "

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف