ثبت في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " اجتنبوا السبع الموبقات : الإشرك بالله ، والسحر ، وقتل النس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " .
ولكن الاستدلال بالحديث الأول أصرح : " اجتنبوا السبع الموبقات " بمعنى : أنها تُهلك صاحبها ، وتوبقه ، فإذا ارتكب الكبائر فإنه يُخشى عليه ، وإلا العمل الذي تخالطة الكبيرة هو الذي يكون باطلاً ، أما أنه يقال أن عمله كله صار باطلاً ؛ مثلاً قد حج الشخص حج ويصلي ثم تركه والسرقة كبيرة لا نقول أنه قد بطل حجه ، وأن صلاته باطلة ، لكن السّرقة تُكتب عليه ، وتكتب له الحسنات التي يُعمل بها ثم توزن .
وحاصل الجواب أنه : لا يمحو الحسنات إلا الشرك يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ " .
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في شأن المشركين : " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا " .
-----------
من شريط : ( فتاوى الوادعي مع أحمد سلامة ) .