يرى بعض طلبة العلم أن النقد والجرح وخصوصاً مايقوم به أهل المدينة من بيان أعمال الحزبية والمبتدعين يرون ذلك عملاً غير صائب مارأيكم في هذا ياشيخ ؟

الزيارات:
4229 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
يرى بعض طلبة العلم أن النقد والجرح وخصوصاً مايقوم به أهل المدينة من بيان أعمال الحزبية والمبتدعين يرون ذلك عملاً غير صائب مارأيكم في هذا ياشيخ ؟
نص الإجابة:
لا بد من هذا ، فأنت تقول لهم : التلفزيون حرام ، وهم يحتجون عليك بالشعراوي والطنطاوي ومن سلك مسلكهما ، وأولئك هم العلماء في أعين الناس ، فلا بد أن تبين ما هم عليه من الميوعة ومن الفساد والضلال : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .

وإذا كانت قد تقدمت الأدلة فلا معنى لما نقوله بجانب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع العلماء على الجرح والتعديل ، فإن العلماء في هذا الزمن أحوج ما يكون إلى جرح وتعديل ، تأتي لنا الحكومة - أي حكومة - بعالم قد اصطنعته ثم إن دعت إلى اشتراكية كان في المقدمة ، وإن دعت إلى القضاء على جماعة أتاك صاحب الجبة والكوفية الحمراء يقول : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ " ، وإذا دعوا إلى صلح مع دولة كافرة أتاك صاحب الجبة حالق اللحية مسبل إزاره وهو في نظرهم العالم وقال : " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " ، حتى أن بعض الضالين عند أن كانوا متهيبين من إخراج القانون المصري قال : قبل أن تخرجوه أعطوني إياه ، وأنا مستعد أن أخرج له وجوهاً في كتب الفقه ومن الأدلة .

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " ، فهذا جرح وتعديل .

ويقول الله سبحانه وتعالى : " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ *َ لَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ " .

ويقول الله سبحانه وتعالى : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " .

ويقول الله سبحانه وتعالى : " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا " .

ويقول : " أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " .

ويقول : " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " .

ولا ننسى ما كتبه عبدالله الحداد في بعض الجرائد بالخط العريض : الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام .

وراشد الغنوشي يأتي به الإخوان المفلسون من تونس من أجل أن يثبت الديمقراطية ، فهم يخشون من نفور شبابهم إذا رحبوا بالديمقراطية .

فأمر مهم أن يبين أحوال علماء السوء حتى لا يغروا المجتمعات ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أخوف ما أخاف على أمتي : منافق عليم اللسان " ، ويقول : " أخوف ما أخاف على أمتي : الأئمة المضلون " ، فلا بد أن يبين حال علماء السوء الذين يخدمون ضمائر الحكومة ، والذي يقول : لماذا تدرسون الحديث الصحيح ، ابن لهيعة مختلط ، والوليد بن مسلم مدلس ، ونحن محتاجون إلى مواجهة الشيوعية ؟ ، فيقال له : يا أيها المغفل ! أهذا وقت التمثيليات ، ووقت الأناشيد ، ووقت الرحلات التي تضيع أعمار الشباب الذين ضيعتموهم ، فإذا علمتم بدعوة أو أن شاباً يحب أن يأتي إلى هذا المكان ويتعلم كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، قلتم : عندنا دورة تدريبية ، وما هي الدورة التدريبية ؟ هي أن نصرفك أن تذهب وتتعلم في دماج .
فالحمد لله قد أتى الله بقلوب الناس ، والذين ذهبوا من ههنا قدر ثلاثة أرباع لم يجدوا لهم مكاناً ، فإن بعض الأيام يمشي قدر ثلاثين شخصاً يصلون إلى هنا ثم لا يجدوا مكاناً فيرجعون ، فقد أقبل الله بقلوب الناس إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وإن رغمتم .
وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فهناك اتجاه كبير إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يحتاج إلى رعاية .

------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 405 - 406 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف