المسلمون إخواني في الله أصبح عملهم عادة ووراثة ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " فزيارة القبور يعتبر سنة .
أما الإجتماع في يومٍ من الأيام فهذا يعتبر بدعة ، وأقبح من هذا أن يُذبح عند القبر أو أن يتمسح بتراب القبر أو أن يُدعى صاحب القبر كل هذا يعتبر شركاً بالله عز وجل .
فمسألة القبور طغت على الإلوهية فربَّ قبر كما قال الصنعاني رحمه الله في محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
وقـد جـاءت الأخـبـار عـنـه بـأنـه *** يـعيـد لـنـا الشرع الشريف بما يـبـدي
ويـنشر جـهـراً مـا طوى كل جـاهـل *** ومبـتـدع مـنـه ،فـوافـق ما عـنـدي
ويـعـمر أركـان الشريعـة هـادمـــاً *** مشاهـد ضـل الناس فـيها عـن الـرشـد
أعـادوا بـهـا معـنى سـواع ومـثلــه *** يـغـوث وود ، بـئـس ذلـك مــن ود
وقـد هتـفوا عـنـد الشدائد باسمـهــا *** كـمـا يـهتـف المضطر بالصمـد الفـرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة *** أهـلـت لـغـير الله جـهـراً على عمـد
فهذه القبور التي أصبحت تعبد من دون الله واجب على المسلمين حكومات وأفراد أن يقضوا فيها بشرع الله بمنع أولئك الجاهلين سواء أكانوا يذبحون عندها ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لعن الله من ذبح لغير الله " ، أو كانوا ينادون صاحب القبر فإن الله يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ " .
فواجبٌ على المسلمين حكومات وأفراد في حدود ما يستطيعون ، وفي حدود عدم حدوث فتنة ، وبحمد الله أهل السنة ليسوا دعاة فتنة ، وليسوا دعاة ثورات وانقلابات على حكام المسلمين لكنهم ينكرون المنكر كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان " .
وأقبح من ذا وذا أن تجد أناس من أهل العلم يأكلون من اللحم الذي ذُبح عند القبر وهو يعتبر محرماً لأنها تعتبر عبادة لغير الله فإلى الله المشتكى من بعض أهل العلم ، الذين ما اكتفوا بأن يسكتوا عن الباطل بل شاركوا فيه فإنا لله وإنا إليه راجعون .