بما أن إخوانكم أهل الدعوة إلى الكتاب والسنة في أفغانستان يعيشون غربة الإسلام الحقيقية، خصوصًا في المجتمعات التي غلب عليها الجهل والتعصب المذهبي والأهواء، فبماذا تنصحونهم؟
الزيارات:
2874 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
بما أن إخوانكم أهل الدعوة إلى الكتاب والسنة في أفغانستان يعيشون غربة الإسلام الحقيقية، خصوصًا في المجتمعات التي غلب عليها الجهل والتعصب المذهبي والأهواء، فبماذا تنصحونهم؟
الذي ننصحهم به هو استقدام العلماء الأفاضل ، فإن هذا ينفعهم ، وسواء كان المستقدم عربيًّا أم أعجميًّا أبيض أم أسود، فالعلماء هم الذين يضعون الأشياء مواضعها ، فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " وما يعقلها إلاّ العالمون " ، ويقول سبحانه وتعالى مبينًا حال العلماء أنّهم هم الذين يضعون الأشياء مواضعها فيقول سبحانه وتعالى في شأن قارون عند أن خرج على قومه في زينته : " فخرج على قومه في زينته قال الّذين يريدون الحياة الدّنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن ءامن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلاّ الصّابرون " .
ثم بعد هذا البدء من جديد ، وذلك أن يجلس أهل العلم لطلبة العلم يعلمونهم كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإننا ننصح إخواننا بنجد وإخواننا بالحجاز وإخواننا بمصر وإخواننا باليمن أن لا يبخلوا على إخوانهم الأفغانيين في سبيل التعليم أو في سبيل الجهاد، ننصح بهذا فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في "الصحيحين" من حديث النعمان بن بشير : " مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى " ويقول أيضًا كما في "الصحيحين" من حديث أبي موسى الأشعري : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا" ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " إنّما المؤمنون إخوة " ، ويقول أيضًا : " ياأيّها الّذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم }، ويقول: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا " .
فالواجب على إخواننا أهل السنة في جميع البلاد الإسلامية أن يتفقدوا إخوانهم؛ فإن أكثر المسلمين من أهل السنة ولكن ليس لهم من يرعاهم إلا الله سبحانه وتعالى ، فهكذا ينبغي لهم أن يستقدموا إخوانهم أهل السنة ، ويبدءون بتعليم كتاب الله ، وما يستقيم به اللسان من اللغة العربية ، وما يستطاع من سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، هذا الذي إن شاء الله يأتي بنتيجة في مدة ثلاث سنوات أو مدة سنتين ، وما ندري بإذن الله تعالى إلا وإخواننا الأفغانيون يصدّرون مدرسين ويصدّرون دعاةً إلى الله إذا سلكوا هذا السبيل.
المسلمون محتاجون إلى أن يصدروا دعاةً إلى الله ، إلى أمريكا وإلى روسيا وغيرها من دول الكفر لكن متى يكونون كذلك؟ إذا تفقهوا في دين الله فحينئذ يستطيعون أن يصدروا والحمد لله الدين يسر ما عقّده إلا الناس ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : " ولقد يسّرنا القرءان للذّكر فهل من مدّكر " ، ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " بعثت بالحنيفيّة السّمحة"
فالدين يسر وتعلمه يسر، فقط يحتاج إلى من يجلس ويتعلم في حدود ما يستطيع.
وينبغي أيضًا أن نهيئ أنفسنا في مسألة العلم إلى الكتابة والتحقيق، فإن الكتابة والتحقيق تضرب الأعداء فهناك من يعتدي على دين الإسلام بالكتابة، وهناك من يعتدي على دين الإسلام بالخطابة، وهناك من يعتدي على دين الإسلام بالتلبيس، فلا بد أيضًا أن نأهّل أنفسنا للكتابة وللتحقيق، وهكذا بحمد الله يمكن أن يزوروا إخوانهم ويتعلموا البحث والتحقيق ، وفي وقت قريب على أنني أجد كتابة أخينا في الله جميل الرحمن حفظه الله كتابة طيبة، والحمد لله، والله المستعان.
------------------
التفريغ منقول من رسالة مقتل جميل الرحمن للشيخ رحمه الله