الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فقد تكلمنا غير مرة وحذرنا وأنذرنا ، المسجلين في الحزب الاشتراكي ، الذي يسجل في الحزب الاشتراكي وهو يعلم مبادئه ويعتقدها فهو كافر ، الذي يعتقد أنه يجوز أن يشترك الناس في الأموال ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض للآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً " .
ويقول سبحانه وتعالى : " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " ، ويقول سبحانه وتعالى : " أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون " .
آيات المواريث وإضافة الأموال إلى أهلها في الكتاب والسنة مثل : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " متفق عليه من حديث أبي بكرة وابن عباس وابن عمر .
فهذه الأدلة المتكاثرة ، وقد ذكرنا شيئاً من هذا في : ( السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة ) تدل على كفر من دخل في الحزب الاشتراكي ، وهو يعلم مبادئه .
فأهل السنة لا يكفرون إلا من كان كافراً ، لأنهم يعلمون أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قال وإلا رجع عليه " ، ولكن من أصبح يستحل أموال المسلمين ودماءهم وأعراضهم .
والاشتراكية فيها استحلال الدماء والأموال والأعراض ، حتى النساء ، وليس هذا بالأراجيف لأن معنى الاشتراكية أنهم مشتركون في كل شيئ ، على أنهم لم يستطيعوا أن يطبقوها على معناها الذي وضعت له حتى ولا في روسيا .
فالحمد لله خيبهم الله سبحانه وتعالى ، وتدهور النظام الاشتراكي بروسيا ، ثم هؤلاء اليمنيون المدبرون يريدون أن يحيوا الاشتراكية في اليمن الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " الإيمان يمان ، والحكمة يمانية " ، ودعا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لأهله : " اللهم بارك لنا في شامنا ، وفي يمننا " ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ؟ ، قال : " منه الزلازل والفتن ، ومنه يطلع قرن الشيطان " رواه البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عمر مرفوعاً وموقوفاً والكل صحيح .
فاليمنيون وإن نفقت عليهم التلبيسات اليوم أو غداً أو بعد غدٍ فلا بد أن يستيقظوا ، وإنني أحمد الله فإخواننا الجنوبيون أعلم الناس بالاشتراكية ، وأكره الناس بالاشتراكية ، للحزب الاشتراكي لأنه قد أذاقهم المر زيادة على عشرين سنة .
أما من سجل في الحزب الاشتراكي وهو جاهل مغفل وأغروه بالرتب ، أو أغروه بالمال ، أو أغروه بالأكاذيب والتلبيسات ، أو بأنهم سينتقمون له من خصمه ، فهذا ضال مضل ، ولا يبلغ حد الكفر ، لكن من عرف النظام الاشتراكي وآمن به هو الذي يعتبر كافراً ، ولو تقدم معهم في المعركة فهو حلال الدم .
والحزبية من حيث هي تعتبر نكبة على مجتمعنا اليمني .
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " قالوا : اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال : " فمن " ، فمن أين أتت لنا هذه الحزبية ؟ من قبل أعداء الإسلام ليشتتوا شملنا وليضعفوا قوانا ، وقد حدث ما أرادوا فرب أخ وأخوة يختصمان وهما يأكلان الطعام في البيت ، فهذا اشتراكي ، وهذا تبع المؤتمر ، وهذا تبع الإصلاح ، وذاك تبع حزب الأهرار ، ولعلهم يأتون بحزب الفئران ، دبور ومجانين ، ويعجبني كلمة بعض المسئولين وأظنه السلال : إذ دخلت عليه امرأة وشكت إليه أن ولدها مجنون فقال : هنيئاً لك ، فما معك إلا مجنون واحد ، فأنا عندي سبعة مليون مجنون .
فلا يدري ما هو الحزب الاشتراكي ، ولا يدري ما هو الحزب البعثي ، ولا يدري ما هو حزب الأهرار إلى غير ذلك ، فهو دبور على اليمنيين والله المستعان .
--------------
راجع كتاب قمع المعاند : ( 2 / 508 إلى 510 ) .