نعم أقل شيئ أن يكون وسطاً في هذه الأمور ، لا يكون جاهلاً كما قيل :
لنا ملك ما فيه للملك آية *** سوى أنه يوم الجلوس متوجُ
أقيم لإصلاح الورى وهو مائلٌ *** فكيف يقام الظل والعود أعوج
فلا بد أن يكون ملماً بالسياسة ، وعنده من السياسة ما يكفيه ، والعلم والشجاعة ، ولو كان مقصراً في العلم وعنده تقوى الله سبحانه وتعالى فممكن أن يستصحب العلماء معه ويستفتيهم في الأمور التي لا يدريها .
المهم لا يلزم أن يكون مبرزاً في السياسة ، ولا يلزم أن يكون مبرزاً في العلم ، ولا يلزم أن يكون أشجع الناس ، يلزم أن يكون عنده شيئ من هذه الأمور ، والمسلمون يكملون هذه الأشياء " وتعاونوا على البر التقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ، " مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " ، وأيضاً " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " .