أنا شخص ملتزم وأردت الزواج من امرأة ملتزمة وطلبوا منى أهل الزوجة مهر مبلغاً محدوداً أدفعه مقدماً وطلبوا مني أيضاً أن أدفع ملبغ محدود بعد الزواج يسمى مؤجلاً إذا طلقت الزوجة فهل مبلغ المؤجل شرط في صحة الزواج ؟
الأمر الذي ينبغي هو التيسير ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " التمس ولو خاتماً من حديد " .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " يسروا ولا تعسروا " .
ويقول أيضاً : " إن هذا الدين يسر " .
وأنا أنصح كل أخٍ أن يُيسر على الخاطب إذا كان كفئاً ، إذا كان ملتزماً بالدين فإن ييسر عليه ، وإن استطاع أن يساعده بمال ، أو استطاع أن يبني له شقة فليفعل لأن البنت ليست سلعة من السلع بل أغلى من الذهب والفضة ، وهي أغلى من كل شيئ .
بقي ما إذا اشترطوا عليك شرطاً ثم أُجل ، التأجيل لا يصلح إلا إذا كنت فقيراً لا تستطيع أن تفي بهذا ، إذا اشترطوا عليك شرطاً فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " [ المائدة : 1 ] ، فتفي لهم بشرطهم والله يعينك ، على أن هذا الشرط الأخير ليس بصحيح وإنما هو من العادات ، فينبغي للشخص إذا رأى الكفؤ الصالح أن يحمد الله لأنه إن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها ما أهانها ، بخلاف كثير من الفسقة ، والآباء ذوي الجشع فربما يأخذ مالاً كثيراً ولا تحب زوجها أو لا يحبها ثم بعد ذلك إن ذهبت إلى أهلها ضربوها لترجع من أجل أنهم قد أخذوا المال ، وإذا ذهبت إلى زوجها ضربها لتهرب من أجل أن يرجع إليه ماله ، فربَّ فتاة ترمي بنفسها في بئر أو تقتل نفسها وهذا أمرٌ لا يجوز ، يجب عليها أن تصبر ، لكن من آثار مخالفة السنة ما سمعتم ، وما علمتم عن كثير من النساء عند المحاكم ، فقد امتلئت الشكايات الزوجية والله المستعان .
-----------
من شريط : ( أسئلة محاضرة علامات النبوة )