قال شارح < الطحاوية > في ص ( 272 ) : فإن الرب إذا علم من نفسه أنه سيفعل كذا لا يلزم من علمه انتفاء قدرته على تركه ، وكذلك إذا علم من نفسه أنه لا يفعله لا يلزم منه انتفاء قدرته على فعله ، فكذلك ما قدره من أفعال عباده ، فما معنى كلامه ؟ وما رأيكم فيه " وهل ما في اللوح المحفوظ من القدر والذي كتب وفقاً لعلم الله لا يلزم منه حدوثه ؟
أما القدرة فإن الله سبحانه وتعالى على كل شيئ قدير ، وأما العلم فالعلم علمان : علم الله لا يتغير ولا يتبدل : " ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد " ، وعلم الملك الذي يأمره الله سبحانه وتعالى بكتابته ، فيمكن أن يغير كما قال الله سبحانه وتعالى : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " .
والذي في اللوح المحفوظ هو العلم الذي لا يتغير ولا يتبدل ، والذي يتغير ويبدل هو علم الملك ، فالذي يتغير ويبدل هو علم الملك ، أما علم الله فلا يتغير ولا يتبدل فلا يلزم منه محظور وهو الجهل من الله سبحانه وتعالى بالأمور المستقبلية .