ما وجه انتقادكم لجمعية الحكمة هل هو في نفس إنشاء الجمعية أو فيما يدور وسطها ؟

الزيارات:
3408 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما وجه انتقادكم لجمعية الحكمة هل هو في نفس إنشاء الجمعية أو فيما يدور وسطها ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أم محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فإنا نشكر لإخواننا أصحاب الأسئلة على حرصهم على الاستفسار ، وعلى شعورهم بدعوة إخوانهم أهل السنة في اليمن .

وانتقادنا لجمعية الحكمة لما تتضمنته من الحزبية ، وأما حفر الآبار وبناء المساجد وكفالة اليتامى وغير ذلك من الأعمال البرية فهذا أمر لا غبار عليه ، وإن كنا نود أن يتفرغوا للعلم النافع ، وألا يهينوا الدعوة بالشحاذة ، يقوم أحدهم عقب أن يلقي محاضرة رنانة ، ويطلب التبرع لجمعية الحكمة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من سأل الناس تكثراً فإنما يسألهم من جمر جهنم ، فليستقل أو ليستكثر " .

ونرغب من إخواننا أن يزورا إخوانهم باليمن ، فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في < مسند أحمد > و < مستدرك الحاكم > من حديث ابن عباس : " ليس الخبر كالمعاينة " .

والشاعر يقول :
يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر ما قد حدثوك فما راءٍ كمن سمع

فالدعوة ـ أي دعوة أهل السنة ـ ما أفسدها إلا المادة ، وإلا فعبد المجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أوتوا عن جهل . أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدنا ، وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم فقلنا لهم : إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد ولا شرط فذاك ، وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ، ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به . فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم المادة ، وغرهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره وانشقت الدعوة ـ قبل جمعية الحكمة ـ وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة ، حتى إن عبد المجيد الريمي يستدل بقوله تعالى على الحزبية : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " .
كان هذا في جامع الخير بصنعاء ، وكنت حاضراً فما أحببت التعقيب لأننا كنا على سفر إلى مأرب ، واستطاع الكويتيون أن يتحكموا في الدعوة حتى إن بعض الكويتيين يقول لليمنيين : ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء . قال عبد المجيد الريمي : لقد قف شعري من هذا الكلام ، يعني اشمأز من هذا الكلام وتألم ، لكن هل قف شعرك وتركت أم بقيت بعدهم تهرول ؟!

بعد هذا أقيمت جمعية الحكمة ، وصار فيها ما فيها من التحزب ومن الانتخابات ، وإخوانهم ينصحونهم ، ومن التساهل ، أي نعم قصيدة أحمد المعلم :
الله أكبر بالدفاع سـأبتدي وهو المعين على نجاح المقصد
في واد ، وسيرة الآن في واد ، يحضر المولد ويلقي محاضرة فيه ، غير منكر في المحاضرة ، يدعو إلى الانتخابات في الإصلاح الطاغوتي ، ثم بعد هذا ضاعوا وما عوا ، فعبد المجيد الريمي كان عازماً على تحقيق < مسند أحمد > وهكذا غيره حتى الطلبة الذين يدرسون ههنا يأتون لهم : سعيد بن علي الزبيدي ، ومحمد مساوى وعبد الباري يأتون لهم ويقولون : نحن مستعدون أن نزوجكم ، ويأخذونهم من ههنا لكن إلى أين ؟ إلى الضياع ، فقد مكثوا معهم أياماً ، ثم قالوا : ثم نأتي إليهم فلا يقولون السلام عليكم .

ونحن بحمد الله قد تكلمنا على جمعية الحكمة والتحذير منها ، وليس معناه أننا نقر جمعية الإصلاح ولا جمعية الإحسان ، ولا جمعية البر والإحسان ، لأنها تعترف بالانتخابات ، ولأنها بين جمعية حزبية ظاهرة كجمعية الإصلاح ، وبين حزبية مغلفة كجمعية الحكمة ، ونحن نُسميها جمعية الحَكَمة ، والحَكَمة هي التي تكون في فم الحصان يُقاد بها ، فمن دخل معهم قادوه كما يريدون ، وقد قادوا عقيلاً وهو الذي كان يتحمس ، يقول أحد الأخوة من الحجرية في جامع الخير : والله عقيل ليس بجاهل ولكنها الدنيا .
ولنا بحمد الله شريط بعنوان " البراءة من الحزبية " وقد نُشر في كتاب < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > ، والكتاب منشور مطبوع من فضل الله سبحانه وتعالى .
وقد زارني زائر في هذه الأيام ، وطلب مني تعاوناً معه في أمر ، فقلت بشرط ، وسيأتون ويقولون : طيب كما فعل الإخوان المسلمون عند أن قرعناهم بشريط وأبوا أن يحكموا العلماء عند أن ذهبت إلى صنعاء يقولون : نحن مستعدون أن نُحكم العلماء وتختار أنت من تشاء منهم ـ فقلت للأخ : بشرط أن تكتب ورقة ، أن تكون الدعوة إلى الكتاب والسنة وألا ندعو إلى جمعية الحكمة ، فقال : سأشاور إخواني .
فذلك الشريط كافٍ وافٍ ، وأشرطة كثيرة ، فلا نعيد الكلام فيها ، لأن التكرار ربما يسأم منه السامع والمتكلم .

وننصح كل من يريد أن يتعاون معهم يخرج إلى اليمن وينظر ما هي الدعوة ، يجد السيارة تمشي من صنعاء إلى الحديدة ، أو من تعز إلى حضرموت ثم يدعو إلى الجمعية ، ورب العزة يقول : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " [ النحل : 125 ] ، ويقول : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير " [ آل عمران : 104 ] ، ويقول : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة " [ يوسف : 108 ] .
بقي هل تأثرت بهم دعوة أهل السنة ؟ من فضل الله أنها لم تتأثر بهم فما ضروا إلا أنفسهم ، وإلا فالنشر والدعوة وإقبال الناس على هذه الدعوة إقبال ليس له نظير .

-----------
من شريط : ( أسئلة شباب الطائف )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف