عن التصوف والمتصوفة ..

الزيارات:
6729 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم الشرع في رجل يزعم أنه من أولياء الله ، ومن المقرمين ، وهكذا يزعم البعض ومع هذا يتكلم في أشياء غيبية ، ولا نراه مع المصلين إلا يوم الجمعة ، علما بأنه جارٌ للمسجد ، ويذبح للحساني لأنه فيما يزعم عالجه من الجنون ، وجعله له مقدماً لأخذ أموال الناس بالباطل ، ومع هذا فهو عامي لا يحسن قراءة الفاتحة ، وقد بلغ به مدير الناحية فأخذه إلى السجن ، فقام بعض المواطنين بالدفاع عنه عند المدير وأثروا على المدير وهو رجل طيب فاخرجه ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد:

فان بدعة التصوف من البدع المحدثة التي لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا على عهد الخلفاء الراشدين ، وما سطره أبو نعيم في ( الحلية ) من ذكر أبي بكر ، وعلي بن أبي طالب ، وجماعة من الصحابة ، بأنهم صوفية هذا من عند أبي نعيم ، وأبو نعيم في ( الحلية ) قد أساء في كثير من الأمور ، منها القصص الباطلة التي لا تثبت ، ومنها الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، ومنها الإشادة بشأن الصوفية ، والله سبحانه وتعالى سمانا مسلمين ، وسمى عباده مؤمنين .

فالتصوف يعتبر مبتدعاً حتى أنهم اختلفوا في النسبة إلى أي شيء ينسب ، فمنهم من يقول : أنه ينسب إلى الصفاء ، ومنهم من يقول : ينسب إلى الصفة ، ومنهم من يقول : ينسب إلى الصوف ، أما إلى الصفاء فلو كان ينسب إلى الصفاء لقيل به : صفوي ، وإلى الصفة لقيل فيه : صفي ، فبقيت النسبة إلى الصوف .

والصوفية ابتلى الله المسلمين بهم ، وصار حالهم ينفر عن دين الاسلام ، ونتكلم نقتصر على ما يتضمنه السؤال ، ونحيل من أراد أن يطلع على شيء من ترهات الصوفية نحيله على ( تلبيس إبليس ) للحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى .

أما هذا الرجل الذي يذبح للحساني ، فانه يعتبر من أولياء الشيطان ، لا من أولياء الرحمن ، وجدير بالمسلم أن يعرف أولياء الشيطان ، ويعرف أولياء الرحمن ، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى له كتاب بعنوان ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) وأنصح بقراءته .

قلنا بأنه من أولياء الشيطان لأنه يعتبر مشركاً لأن الله عز وجل يقول لنبيه محمداً - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " فصل لربك وانحر " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له " ، والنسك قد فُسر بالذبح ، وفي صحيح مسلم عن علي بن طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " لعن الله من ذبح لغير الله " ، فذلكم يعتبر ملعوناً ، الذي يذبح للحساني ، الحساني نفسه يعتبر من دعاة الضلال ، وحصل غلو شديد في تلكم القرية المقبور بالصراهم ، الحساني الذي هو مقبور بالصراهم يا اخوان ، والذين يقولون - اسمعوا يا إخوان إلى هذه التأليف - :
من يريد الحج قربة *************** فالصراهم خير قربة

هكذا يا إخواننا بلغ بالمسلمين أن يفضلوا أو يساووا قبور الملحدين ببيت الله ، الذي يقول فيه سبحانه وتعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً " .

فالرجل كما سمعتم يعتبر من أولياء الشيطان ، وكفى بالشرك لا نحتاج إلى أن نقول : لماذا لا يصلي مع الجماعة ؟ فإن الصلاة مع الجماعة واجبة فإنه ليس بعد الكفر ذنب .

فننصح إخواننا المجاورين أن يدعوه إلى الإسلام ، وإلى التوبة ، والتوبة تجب ما قبلها والإسلام يجب ما قبله ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى " ، فإذا تاب ورجع إلى الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه ، أما إذا بقي على كفره ، وعناده ، فالواجب أن يُعرف أنه من أولياء الشيطان ، فلا يجوز إذا مات أن يصلى عليه ، لأنه يعتبر مشركاً ، داعياً إلى الشرك ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره " ، وهكذا أيضا لا يرث آبآئه المسلمين ، ولا يرثه أبناءه المسلمون ، وأقربائهم المسلمون ، لا يرثه لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يرث المسلم الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم " ، فهو يعتبر مرتداً خارجاً من دين الإسلام .

وجدير بالمسلم أن يهتم بدعوة أمثال هؤلاء ، نحن مسلمون وبلدنا مسلمة ، وأثنى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على اليمن ، ثم نتبع هؤلاء الدجالين المشعوذين ، أعاذنا الله وإياكم من الضلال .

الحساني يعتبر ملحداً ، الإلحاد في اللغة : هو الميل ، بل ربما أن نسمي المائل عن الشرع وإن لم يبلغ إلى حد الكفر يسمى ملحداً .

إذا كان صالحاً أيضا فصلاحه لنفسه ، وهو محتاج إلى أن يدعو له المسلم ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - علمنا في الزيارة أن نقول : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم سلفنا ونحن في الأثر ، نسال الله لنا ولكم العافية " ، ثم بعد ذلك رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " ، ليس له على نفسه إلا عمله .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له ، أو علم ينتفع به " .

لعلك تعني الخرافات التي حوالي قبر الهادي تعنيها ، ونعني أيضا الخرافات التي حوالي قبر أبي طير ، وهكذا الخرافات في جميع البلاد الاسلامية ، ما أحوج المسلمين إلى تطهير عقائدهم .

الخرافات في السودان أكثر منها في اليمن ، ولسنا نبرر ما اليمنيون عليه ، الخرافات بمصر التي فيها الأزهر أكثر منها في اليمن ، لكن الشر من هؤلاء المدرسين الذين يدرسون أبنائنا الخرافات فيها أكثر من اليمن ، إذا مررنا بدكان فإذا مكتوب على الدكان ( يا سيدي حسين مدد ) ، ثم ذهب الإخوة يقولون : إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يمد بالخير ، ويقولون لهم : الله سبحانه وتعالى يقول : " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " ، وكان فيه امرأتان فاختلفتا ، أحداهما تقول : كم لهذه الكتابة ما جئتم إلا أنتم اليوم تنكرون ؟ ، والاخرى تقول : أنا مالي شغل أنا ما أدري ، وهكذا الخرافات في مصر أكثر منها في اليمن ، ولسنا نبرر ما عليه اليمنيون ، ولسنا ندافع أيضا عن باطل ، أو عن مبطل ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " .

وأنا أسالكم أي اليمن بقيت القبور فيه تعبد ؟ أعظم شيء في تهامة ، ثم بعد ذلك بين مستقل ومستكثر ، فالذي ينادي ابن علوان ، أو ينادي الهادي ، أو ينادي أبا طير يعتبر مشركاً : " ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين " .
ويقول سبحانه وتعالى : " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " ، تفطن لقوله : " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " .
وروى الإمام أبو داود في سننه ، والترمذي في جامعه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .

فدعاء الأموات يعتبر خرافة ، وسخافة ، فأنت تنادي من الأن إلى الصباح يا هادي يا ابن علوان كم من شخص يموت ولده وتراب الهادي عليه منثور ، وكم من شخص كم من ولد صغير يموت وهو موبر بالحروز والعزائم ، وكم من مجنون يكون موبرا بالحروز والعزائم ، فيبعث به إلى الطبيب إلى تعز ، ما هو المشعوذين ، يذهب به إلى الطبيب في تعز ، ويشفى بأذن الله تعالى .

خرافة يإخواننا يجب أن نتنزه عن هذه الخرافة ، وأن نعتمد على الله عز وجل : " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءإله مع الله قليلا ما تذكرون " .

---------------
من شريط : ( أسئلة عن الصوفية )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف