فضيلة الشيخ لقد كثرت الجماعات الإسلامية في الساحة وفي جميع الأقطار الإسلامية عامة واليمن خاصة وكلاً يدعي أنه على صواب ..... ؟

الزيارات:
3103 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
فضيلة الشيخ لقد كثرت الجماعات الإسلامية في الساحة وفي جميع الأقطار الإسلامية عامة واليمن خاصة وكلٌ يدعي أنه على الصواب وعلى الكتاب والسنة مماأدى في كثير من الأحيان أن يتوه الشباب المسلم تجاه هذا الخليط الرهيب من الاتجاهات الإسلامية المتعددة ونحن نجزم أن فيها من هو على الحق وفيها ما هو على الباطل ، فماذا تنصحونا تجاه ما ترون ؟ وما الواجب على الشباب تجاه ما هو في الساحة وجزاكم الله خيراً ؟
نص الإجابة:
هذه التفرقة مما تقر به أعين الشياطين لأن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش " .

فالذي أنصح به ، والحمد لله قد حقق الله خيراً كثيراً فقد جاءتنا رسائل من شبوة ، ومن حضرموت ومن جامعة صنعاء ومن غيرها يبشروننا أن كثيراً ممن اغتبر بالإصلاح الذي بث الدعايات الكاذبة يقول : من لم يسجل مع الإصلاح فهو من الخوالف ، ومن لم يسجل مع الإصلاح فهو كالذي لا يصلي ، ومن لم يسجل مع الإصلاح فهو منافق ، وانكشفت الحقيقة ، فكثير من الشباب الآن يمزقون بطاقات الإصلاح ، وغير الإصلاح .

فالذي أنصح به إخواني في الله أن يقبلوا إقبالاً كلياً على طلب العلم النافع ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " ، فالدعوة إلى الله أرفع من الكراسي ، وأرفع من المال ، تعتبر نعمة بل وظيفة من وظائف الأنبياء " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً " ، وستموت هذه الحزبيات وتبقى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بيضاء نقية ، وهذه الحزبيات قد مات غيرها فكم حزبية في مصر ماتت وانقضت وانقرضت ، وهكذا في لبنان وفي غيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية .

فأنصح إخواني في الله بأن يكونوا لهم مكتبات ما استطاعوا ، وأن يحرصوا على مجالسة أهل العلم كالشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله تعالى ، والشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى ومن سلك مسلكهما من أهل العلم ، ويستفيدوا من أهل العلم ، فإن الناشئين يكون لديهم حماسة شديدة ، ربما تكون سبباً لهزيمة الدعوة ، وسبباً لنكبة الدعوة .

فيستفاد من المشائخ ويستشار الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله في كل أمر ، وكذلك يستشار الشيخ الألباني حفظه الله ، وإلا فالجماعات بعضها ربما تكون مسيرة من قبل أعداء الإسلام ، وجماعات حمقى مثل جماعة الجهاد باليمن ، فإن الدعوة في اليمن على أحسن حال ويريد أولئك أو تريد امريكا وأذناب امريكا أن تدمر الدعوة وأن يحصل للدعوة في اليمن ما حصل لغيرها من البلاد الإسلامية ، ثم الجد والاجتهاد في طلب العلم وتحصيله وسؤال أهل العلم كالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين فهو مذكور بالخير ، وكذلك الشيخ ابن قعود نسمع عنه خيراً ، ومجموعة من العلماء الأفاضل ، فيجب أن تحمدوا الله سبحانه وتعالى فعندكم العقيدة تلقيتموها من أول الأمر عقيدة الكتاب والسنة ، وعقيدة التوحيد ، لكن عندنا هاهنا الحالة كما يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " .

فنحن نرضى بالواحد بعد الواحد ، وينبغي أن تكون هممكم عالية ، فقد أحسن من قال :
فكن رجلاً رجله في الثرى ***** وهامة همته في الثريا

ثم لا تحدثكم أنفسكم بالاقتصار على أرض الحرمين ونجد بل الواجب أن تخرجوا دعوة إلى السودان وإلى امريكا وإلى غيرها ، أما اليمن عندنا فلا يصلح أن يخرج أخ من الإخوة السعوديين وينتصب في المساجد يدعو ، لأن أصحاب الشمة والقات والشيوعية والشيعة والصوفية كلهم يثيرون العامة عليه ، من أجل هذا ننصح بالخروج إلى غير اليمن ، إلا إذا أتى زيارة إلى إخوانه فذاك ، وإلا فاليمن الجو فيه غير مناسب للإخوة السعوديين أن يخرجوا دعوة إليه ، ونحن نتمنى أن الله يوفقهم لهذا ، لكن نحافظ على سلامتهم وعلى كرامة ضيوفنا وإخواننا ، فينبغي أن تحدثكم أنفسكم بالخروج إلى أي بلد من البلاد الإسلامية ، فالشيعة تدعو بجد واجتهاد في أفريقيا وكذلك في امريكا ، فما أكثر الذين قد اكتسبتهم الشيعة وأصبحوا آلة لها ، فالترابي - ترب الله وجهه - يقول : لا فرق بين سني وشيعي ، وأخبرت أنهم قد اصطادوا في هذه الأيام الشيخ عمر الذي هو رئيس جماعة الجهاد بمصر .

فالشيعة متحركون ويحتاجون إلى من يواجههم بالكتابة ، وبالخطابة ، وأهل السنة محتاجون إلى رعاية ، ومن الذي يرعاهم ؟ أهم الحزبيون ، أهم الذين يهمهم اختلاس الأموال ؟ بل الذين يرعونهم هم الذين يهمهم تبليغ سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فالأمر في الدعوة ميسر ، وهكذا في التزود من العلم النافع ، فما أكثر الإخوان عند أن كنا في المدينة الذين استفادوا وكان ذاك سائق ، وذاك يعمل في الطوب ، وذاك من ذوي الحرف الشتى ثم استفادوا .

-----------------
وراجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 356 إلى 358 )


تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف