موقف العالم ، والداعي إلى الله ، وطالب العلم ، بل موقف كل مسلم أنه يجب عليه أن يذكرهم بالله سبحانه وتعالى ، وأن يحذرهم مغبة الفرقة ، ويحذرهم أيضاً ما وقع فيه الشباب من الانحراف بسبب هذه الحزبيات ، بل من الشكوك ، فإذا كان هذا الحزب يقوم ويدعو إلى حزبه ، وهذا الحزب يقوم ويدعو إلى حزبه ، وذاك يقوم ويدعو إلى حزبه ، فيبقى الشاب حيران لا يدري من يتبع ، وقد شكا إلينا هذا غير واحد من إخواننا .
فينبغي لطلبة العلم ، وللدعاة إلى الله أن يظهروا البراءة من هذه الحزبية ، وبحمد الله لنا شريط في هذا بعنوان : ( نصيحتي للعلماء ) و ( البراءة من الحزبية ) .
ومن فضل الله أن هذا الشريط عند أن سمعه بعض الأفاضل من علماء نجد تبرأوا من الحزبية ، وقاموا ينفرون عنها ، ولعلهم قد نسوا أو أنسيتهم الأحداث ، وإلا فصار له أثر ، وأصبح الحزبيون يستحي أحدهم أن يقول : أنا حزبي .
وربما يحلف ويقول : والله ما أنا حزبي ، وهو يسافر من صنعاء إلى مأرب من أجل أن يدعو إلى حزبيته ، ومن صنعاء إلى عدن وهو يدعو إلى حزبيته ، ومن صنعاء إلى حضرمون وهو يدعو إلى حزبيته ، فلا أدري أتحيل علينا في اليمين بقوله : والله ما أنا بحزبي ، أم هو لا يدري ما معنى الحزبية ؟ .
والناس ينقسمون إلى قسمين : إلى حزب الرحمن ، وإلى حزب الشيطان .
فالحمد لله علماء أجلاء إذا عرفوا خطورة الحزبية ، وأن ( سعيد حوى ) يقول : العلماء الذين يقفون في طريق دعوتنا عليكم أن تسحبوا عليهم طلبتهم حتى لا يشعر إلا وهو وحيد ، ولا يجد من يعلمه .
فهذا ديدنهم ، والحمد لله كثير من الشباب قد شعر بخطورة الحزبية .
وأما البراءة فهذا أمر مهم لأنهم يعتبرون على بدعة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كل بدعة ضلالة " ، ويقول : " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " .
بدعة ضلالة تكاد أن تكون مكفرة ، إذا والى لأجل الحزب وعادى لأجل الحزب فيخشى عليه من الكفر : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
وبعد هذا لا أدري أين عقول كثير من الشباب ؟ ، الحزبيون يفتضحون مراراً ومراراً ثم لا ندري إلا وقد أصبح الشاب يهرول بعدهم ، إنها المصالح ، وليس من أجل الدين ، والله المستعان .