حكم الشرع فيه أنه محرم ، وأقل أحواله أن يكون كذباً ، يزعم أنه أبو جهل ، أو أنه خالد بن الوليد ، أو أنه علي بن أبي طالب ، وهو ليس بعلي بن أبي طالب ، واقبح من هذا أنه ربما يزعم أنه الشيطان ، كيف يوسوس للناس ، وكيف يغوي الناس ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى عن التشبه بالشيطان ، وقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه ، ولا يأكل ولا يشرب بشماله ، فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله " .
وهكذا التشبه بالكفار ، فقد نهى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن التشبه بالكفار وقال : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
وهذا كذب أن يقال : إنها من وسائل الدعوة فلم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا الصحابه ، ولا التابعين ، ولا تابعي التابعين .
والواقع أن التمثيليات ، والمظاهرات ، وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من قبل أعداء الإسلام ، ويخشى أن يتناول الممثلين قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاثة : إمام ضلالة ، ورجل قتل نبياً أو قتله نبي ، وممثل من الممثلين " رواه أحمد في مسنده .
لكن هل المراد بالممثل الذي يحكي فعل غيره ؟ أم المراد به التصوير ؟ يحتمل هذا وهذا ، فإنه يطلق في اللغة على كل منهما ممثل .
وهناك كتاب للغماري فيه تحريم التمثيل ، وهي رسالة مستقلة ، ولكن يغني عنه ما تقدم ، وهو أنه لم يثبت على عصر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وهذا التمثيل ممكن أن يورد بصفة السؤال والجواب ، ولكن كما قيل : كل إناء بما فيه ينضح .
لما كانوا مفلسين من علم الكتاب والسنة التمسوا لهم هذه التمثيليات والله المستعان .