مسألة التدليس في الإسناد هو أن يحذف شيخه موهماً أنه سمع من شيخ شيخه وقد سمع منه غير ذلك الحديث - هذا تعريف التدليس في الإسناد ، وبعضهم زاد المعاصر لكنه يعتبر إرسالاً خفياً ، أن يوهم أنه سمع من معاصر له ولم يسمع منه فهذا يعتبر إرسالاً خفياً .
وتقسيم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى لطبقات المدلسين أمر اجتهادي ، واجتهاده خير من اجتهاداتنا فإنه حافظ ، لكن أقصد من هذا أنك لست ملزماً بتقسيمه إذا أصبحت تميز وتدرس أحوال المدلسين ، فقد ناقشه الصنعاني في الزهري ، حيث ذكر الزهري في الطبقة الثالثة ، وقال الصنعاني في < توضيح الأفكار > : إنه ينبغي أن يذكره في الطبقة الثانية ، والأمر أن المسألة اجتهادية من الحافظ ابن حجر ، فإذا أصبحت مبرزاً في هذا الفن ورأيت عنعنة للأعمش أو عنعنة لقتادة أو عنعنة لأبي إسحاق السبيعي ورأيت في النفس شيئاً من عنعنته فلك أن تضعف الحديث بعنعنته والله المستعان .
أما عن أيها تقبل وأيها ترد فالأمر سهل كما قاله الحافظ لكن قلنا إنها مسألة اجتهادية إن الحافظ جزّأ كتابه إلى خمس طيقات ، فالطبقة الأولى والثانية تقبلان لأنهما قليلتا التدليس أو ممن لا يدلس إلا عن ثقة كسفيان بن عيينة ، والطبقة الثالثة والرابعة ترد ، والخامسة الظاهر ترد لأنه انضم ضعف من التدليس .